الحكم عن موضوعه زمانا؟ وكما لا يعقل تأخره زمانا عن موضوعه فكذلك لا يعقل تأخره عما هو في رتبة موضوعه ، فلاحظ وتأمل ، هذا.
ولكن يمكن دفعه : بأنّ موضوع الحرمة في هذه المسألة ليس هو ام الزوج بعنوان كونه زوجا ، بل الموضوع هو ذات الشخص المرتضع ، فإنّه برضاعها له تكون له اما رضاعية ، فتحرم عليه لكونه ابنها الرضاعي ، وهو أعني كونه ابنا رضاعيا لها مستمر بحسب الزمان من حين رضاعها وبه تبطل زوجيتها له ، كما أنّ ما ذكرناه من أنه كما لا يعقل تأخر الحكم زمانا عن موضوعه فكذلك لا يعقل تأخره عما هو في مرتبة موضوعه ، وكما أن الحكم متأخر رتبة عن موضوعه فكذلك هو متأخر رتبة عما هو في رتبة موضوعه ، فالحرمة الطارئة على البنت لمّا كانت متأخرة رتبة عن موضوعها الذي هو كون تلك البنت بنتا للزوجة ، تكون متأخرة رتبة عما هو في مرتبة ذلك الموضوع أعني كون المرضعة اما للزوجة التي هي البنت ، محل مناقشة ذكرناها في مبحث الجمع بين الأحكام الواقعية والظاهرية (١) وحاصلها : أن ما هو متأخر عن الشيء رتبة لكونه حكمه أو كونه معلولا له ، لا يلزمه أن يكون متأخرا عما هو في مرتبة ذلك الشيء إذا لم يكن بين ذلك المتأخر وذلك الواقع في مرتبة ما هو المتأخر عنه ما يقتضي تأخره عنه ، بل تكون نسبته إليه نسبة الشيء إلى ما لا ربط له به في عدم اقتضاء التقدم أو التأخر ، نعم لو تمت هذه المناقشة فهي لا تقتضي كون حرمة البنت القاضية بانفصال زوجيتها سابقة في الرتبة على حرمة الأمّ على وجه تعدم موضوع حرمة الأمّ الذي هو كونها ام الزوجة فعلا ، لأن ذلك إنّما يكون إذا كان انسلاخ زوجية البنت سابقا في الرتبة على حرمة الأمّ ، دون ما لو كان أجنبيا عنه على وجه
__________________
(١) في المجلّد السادس من هذا الكتاب.