الأخص من مباحث ذلك الفن إذا ترتبت الثمرة المطلوبة من ذلك الفن عليهما ، وإن كانا من مباحث الفن الذي يكون موضوعه الأعم أو موضوعه الأخص ، لأجل ترتب الثمرة في ذينك العلمين على البحثين ، فلاحظ وتأمل.
أما الوجه الثاني الذي هو لصاحب المطالع ومحشيها الشريف الجرجاني ، فهو أخيرا جعل الأعراض ستة : ما يعرض الشيء لذاته ، وما يعرضه للمساوي الداخل والمساوي الخارج ، وما يعرضه للأعم الداخل والخارج ، وما يعرضه للأخص الخارج. وجعل الثلاثة الاول ذاتيات والثلاثة الأخيرة غريبات ، ثم قال : ووجه التسمية اختصاصه بذات الشيء وما لا يختص بالشيء بل عرض له لأمر أعم أو يختص ولا يشمله بل يكون عارضا له لأمر أخص سمي عرضا غريبا ، لما فيه من الغرابة بالقياس إلى ذات الشيء (١).
وبالأخرة صار موافقا لما نقلناه عن صاحب الحاشية ، وصار المدار في الذاتية والغرابة على مساواة العارض للمعروض وعلى عدم المساواة ، وقد عرفت ما يرد على ذلك من كونه خلاف الواقع في مباحث الفنون ، وهذا بخلاف ما عن شيخنا قدسسره فإنّ المدار فيه على كون الانتساب حقيقة أو مجازا ، سواء كانت الواسطة محمولة أو غير محمولة.
وربما قيل بانحصار العرض الغريب بما كانت النسبة فيه إلى المعروض مجازية وكانت الواسطة فيه محمولة كما في مثل سرعة الحركة وشدّة البياض ، ومثل البياض العارض للجسم بتوسط السطح ، دون مثل
__________________
(١) شرح المطالع : ١٩.