بلحاظ المعنى الحرفي رابطا بين الاسمين ، لئلا ينقض بالعناوين المأخوذة معرّفات ، وهو أولى من التعبير بلحاظه حالة لغيره لانتقاضه بالمصادر ، لأن الملحوظ فيها جهة الانتساب ، وذلك ملازم لأخذها حالة للفاعل ، وإن أمكن الجواب عنه بأن أخذها مطروّة لجهة الانتساب ليس هو عبارة عن لحاظها حالة لفاعلها ولا أنه ملازم لذلك ، ولأجل ذلك نقول : إن الأولى هو التعبير بلحاظ الرابطية ، أعني لحاظها عبارة عن النسبة بما أنها نسبة متقومة في الذهن والخارج بين المنتسبين ، لا بما أنها حاصلة في الذهن بنفسها وإن كانت في الخارج متقومة بينهما.
وعلى أيّ حال ، أن هذه الملاحظة لا تكون دخيلة في الموضوع له ولا في المستعمل فيه ، فلا فرق بين ما يحكيه لفظ النسبة والربط وبين ما يحكيه لفظة « من » أو لفظ الهيئة ، في كون الموضوع له والمستعمل فيه هو نفس النسبة والربط ، غير أنّه عند أدائه بلفظة « من » أو لفظ الهيئة يكون ملحوظا بما أنه رابط بين المنتسبين ، وعند أدائه بلفظ الربط أو بلفظ النسبة أو بلفظ الابتداء يكون ملحوظا في حد نفسه ، وإن كان هو في الواقع رابطا بينهما ، لكن هذا اللحاظ حاصل عند الاستعمال وغير دخيل في الموضوع له ولا في المستعمل فيه ، ومع ذلك لا يصح استعمال أحدهما في مورد الآخر ، لعدم وضعه له في ذلك الحال على ما عرفت من مقتضى تقيد الوضع واشتراطه ، وهذا إنما يتم في الحروف المتضمنة للنسب والربط مثل حروف الجر والهيئات دون الحروف الايجادية مثل إن وأخواتها وهمزة الاستفهام وأخواتها ويا الندائية وأخواتها ، وكذلك ما تكفل الاشارة الذهنية مثل حرف التعريف والموصولات أو الاشارة الخارجية مثل لفظ هذا وأخواتها ، وكذلك ما تكفل العرض والتنبيه والردع وما يعبّر عنه بأسماء