نصل للنتيجة والتي هي ثبوت الحدّ الأكبر للأصغر.
فعند ما نحرز انّ النار علّة للحرارة والتي هي الكبرى ونحرز انّ النار موجودة ، وهذه هي الصغرى يمكن بذلك استكشاف وجود الحرارة ، فاستكشاف وجود الحرارة نشأ عن احراز وجود النار والتي هي علّة وواسطة ثبوتيّة لوجود الحرارة.
وتلاحظون انّ النار هي الحدّ الأوسط المنتج للكشف عن ثبوت الوجود للحرارة ، أي ثبوت الحدّ الأكبر وهو الوجود لحرارة وهي الأصغر ، كما تلاحظون انّ العلاقة بين الحدّ الأوسط والحدّ الأكبر هي علاقة العلّة بالمعلول ، فالنار هي علّة الوجود للحرارة ، ولهذا كانت النار واسطة ثبوتيّة بالإضافة الى انّها واسطة إثباتيّة.
وأمّا البرهان الإنّي فهو الحدّ الأوسط والذي تكون علاقته بالحدّ الأكبر علاقة المعلول بعلّته ، فالمعلول هو الحدّ الأوسط وعلّته هي الحد الأكبر ، أو تكون العلاقة بينهما علاقة المعلولين لعلّة ثالثة ، وحينئذ لا يكون الحد الأوسط واسطة ثبوتيّة بل يتمحّض دوره في الوسطيّة في الإثبات والكاشفيّة عن ثبوت الحدّ الأكبر للحدّ الأصغر ، وهذا يتقوّم باحراز نحو العلاقة بين الحدّ الأوسط والحدّ الأكبر وانّها من قبيل علاقة المعلول بعلّته أو علاقة المعلولين لعلّة ثالثة ، وهذا ما يقع موقع الكبرى في القياس البرهاني ، كما يتقوّم باحراز وجود المعلول ، وهذا ما يكون في موقع الصغرى.
فحينما نحرز وجود النهار والذي هو معلول لشروق الشمس أو أنهما معلولان لعلّة ثالثة فإنّه يمكن استكشاف شروق الشمس ، وذلك بواسطة ضمّ الصغرى والتي هي احراز وجود النهار الى الكبرى والتي هي التلازم بين وجود النهار وشروق الشمس.