شيئاً ، فأجابه الإمام :
( نعم غير معقول ، ولا محدود ، فما وقع وهمك عليه من شيء فهو خلافه لا يشبهه شيء ، ولا تدركه الأوهام ، وهو خلاف ما يتصوّر في الأوهام إنّما يتصوّر شيء غير معقول ولا محدود .. ) (١).
إنّ وهم الإنسان إنّما يتعلّق بالأمور الخاضعة للوهم والتصوّر أمّا الأمور التي لا تخضع لذلك فإنّه من المستحيل أن يتعلّق بها الوهم والخيال حسب ما قرّر في علم الفلسفة ، فالله تعالى في ذاته وصفاته لا يصل له الوهم ولا الخيال لأنّهما إنّما يدركان الأمور الممكنة دون واجب الوجود.
٣ ـ روى الحسين بن سعيد قال : سئل أبو جعفر الثاني عليهالسلام يجوز أن يقال لله إنّه شي؟ فقال عليهالسلام :
( نعم يخرجه من الحدّين : حدّ التعطيل وحدّ التشبيه .. ) (٢).
إنّ الشيئية التي تطلق على الممكنات لا تطلق عليه تعالى إلاّ بشرط تجريده من حدّ التعطيل ، وحدّ التشبيه الذين هما من أبرز صفات الممكن.
٤ ـ سأل أبو هاشم الجعفري عن قوله تعالى : ( لاَ تُدرِكُهُ الأبصارَ وهُوَ يُدرِكُ الأبصارَ ) ، فقال عليهالسلام :
( يا أبا هاشم أوهام القلوب أدق من أبصار العيون ، أنت قد تدرك بوهمك السند والهند ، والبلدان التي لم تدخلها ، ولم تدركها ببصرك ، فأوهام القلوب لا تدركه فكيف أبصار العيون؟ .. ) (٣).
__________________
١ ـ التوحيد : ص ١٦٤.
٢ ـ التوحيد : ص ٦٤.
٣ ـ التوحيد : ٦٩ ، نُسِب هذا الحديث إلى الإمام الباقر عليهالسلام وهو اشتباه.