( قد وصل الحساب تقبّل الله منك ، ورضي عنهم ، وجعلهم معنا في الدنيا والآخرة ، وقد بعثت لك من الدنانير بكذا ، ومن الكسوة بكذا ، فبارك الله فيك ، وفي جميع نِعم الله إليك ، وقد كتبت إلى النصر أمرته أن ينتهي عنك ، وعن التعرّض لك ، ولخلافك ، وأعلمته بوضعك عندي وكتبت إلى أيّوب أمرته بذلك أيضاً ، وكتبت إلى موالي بهمدان كتاباً أمرتهم بطاعتك ، والمصير إلى أمرك ، وأن لا وكيل سواك .. ) (١).
وأعربت هذه الرسالة عن مزيد ثقة الإمام عليهالسلام بوكيله إبراهيم ، ودعمه الكامل له فقد اتّصل بالمناوئين له وأمرهم بطاعته ، والمصير إلى أمره ، وتقوية مركزه .. وبهذا ينتهي بنا الحديث عن بعض رسائله.
وفتح الله باب التوبة لعباده ، ودعاهم إلى طهارة نفوسهم ، وإنقاذهم ممّا اقترفوه من عظيم الجرائم والذنوب ، وقد روى أحمد بن عيسى في نوادره عن أبيه أنّ رجلاً أربى دهراً (٢) ، فخرج قاصداً أبا جعفر الجواد عليهالسلام ، وعرض عليه ما ارتكبه من عظيم الإثم فقال عليهالسلام له :
( مخرجك من كتاب الله ، يقول الله : ( فَمَن جَاءَهُ مَوْعظَةٌ من ربِّه فانتهى فَلَهُ مَا سَلَفَ ) والموعظة هي التوبة ، فجهله بتحريمه ، ثمّ معرفته به ، فما مضى فحلال وما بقي فليستحفظ .. ) (٣).
أمّا الأموال الربوية التي أخذها ـ بغير حقّ ـ فيجب عليه أن يردّها إلى أربابها
____________
١ ـ بحار الأنوار : ج ١٢ ص ١٦٢.
٢ ـ أربى دهراً : أي كان يتعاطى الربا زمناً.
٣ ـ وسائل الشيعة : ج ١٢ ص ٤٣٣.