الذي وضع أصوله الخليل بن أحمد صاحب كتاب ( العين ) الذي هو أول معجم وضع في اللغة العربية.
٤ ـ بغداد :
أمّا بغداد فقد ازدهرت بالحركات العلمية والثقافية ، وقد انتشرت فيها المدارس والمعاهد ولم يعد هناك شيء أيسر ولا أبذل من العلم ، ولم تختص بغداد في علم خاص كما كانت بقية المراكز الإسلامية ، وإنّما شملت جميع أنواع العلوم من العقلية والنقلية ، وكذا سائر الفنون ، وقد أصبحت أعظم حاضرة علمية في ذلك العصر ، وقد توافد عليها طلاّب العلوم والمعرفة من جميع أقطار الدنيا يقول لغوستان لوبون : كان العلماء ورجال الفن والأدباء من جميع الملِل والنِحل من يونان وفُرس وأقباط وكلدان يتقاطرون إلى بغداد ، ويجعلون منها مركزاً للثقافة في الدنيا ، قال أبو الفرج : عن المأمون انّه كان يخلو بالحكماء ، ويأنس بمناظرتهم ، ويلتذ بمذاكرتهم علماً منه بأنّ أهل العلم هُم صفوة الله من خلقه ونخبته من عباده (١) هذه بعض المراكز الثقافية في ذلك العصر.
وكان من العلوم السائدة التي أقبل الناس على تعلّمها ، هي :
أمّا علوم القرآن الكريم ، فمن بينها ما يلي :
أ ـ علم القراءات :
ويعني هذا العلم بالبحث عن قراءة القرآن وقد وجدت سبع طُرق في
__________________
١ ـ حضارة العرب : ص ٢١٨.