بالماء المطلق؟
ويدلّ على المشهور ـ مضافا إلى إطلاقات الأخبار التي لا تتناهى كثرة ، الآمرة بغسل الثوب والبدن والإناء وغيرها من المتنجّسات بالماء ، ففي بعضها : «لا يجزئ من البول إلّا الماء» (١) وفي فضل الكلب : «اغسله بالتراب أوّل مرّة ثم بالماء» (٢) إلى غير ذلك من الأخبار الخاصّة المتمّمة فيما عدا مواردها بعدم القول بالفصل ـ استصحاب الأثر الحاصل في الملاقي بملاقاة النجس المتّفق عليه بين الكلّ حتى الأخباريّين ، بل عن المحدّث الأسترابادي عدّ مثله من ضروريّات الدين (٣).
ويدلّ عليه أيضا قوله عليهالسلام في حديث : «كان بنو إسرائيل إذا أصاب أحدهم قطرة بول قرضوا لحومهم بالمقاريض ، وقد وسع الله عليكم بأوسع ما بين السماء والأرض ، وجعل لكم الماء طهورا» (٤).
وهذه الرواية صريحة في أنّ البول يؤثّر في ملاقيه تأثيرا معنويّا لا يرتفع إلّا برافع شرعي ، إذ لو كان أثره تابعا لوجود عينه لما احتاج بنو إسرائيل إلى المقاريض ، ولما كان لجعل الماء طهورا بالنسبة إلى البول معنى ، فضلا عن أن يكون فيه الامتنان على العباد ، فتدلّ الرواية بأتمّ أفاده على أنّ البول
__________________
(١) التهذيب ١ : ٥٠ ـ ١٤٧ ، الإستبصار ١ : ٥٧ ـ ١٦٦ ، الوسائل ، الباب ٩ من أبواب أحكام الخلوة ، الحديث ٦.
(٢) التهذيب ١ : ٢٢٥ ـ ٦٤٦ ، الإستبصار ١ : ١٩ ـ ٤٠ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الأسئار ، الحديث ٤ والباب ١٢ من أبواب النجاسات ، الحديث ٢.
(٣) حكاه عنه الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة : ٤٥ ، وانظر : الفوائد المدنية : ١٤٣.
(٤) الفقيه ١ : ٩ ـ ٢٣ ، التهذيب ١ : ٣٥٦ ـ ١٠٦٤ ، الوسائل ، الباب ١ من أبواب الماء المطلق ، الحديث ٤.