وأظهروا للعالم أجمع آثار هذه الفرقة. (١)
وبالرغم ممّا ذكره المؤرخ المعاصر من أنّ المصريين أظهروا للعالم أجمع آثار هذه الفرقة ، لكنّا نرى أنّه يعتمد في كتابه على وثائق خطية موجودة في مكتبته الخاصة ، أو مكتبة دعاة مذهبه في سورية ، ويكشف هذا عن وجود لفيف من المصادر مخبوءة لم تر النور لحد الآن.
إنّ الإسماعيلية أعطت للإمامة مركزاً شامخاً ، وصنّفوا الإمامة إلى رتب ودرجات ، وزوّدوها بصلاحيات واختصاصات واسعة ، وسيوافيك بيان تلك الدرجات والرتب ، غير أنّ المهم هنا الإشارة إلى تصنيفهم الإمام إلى مستور ، دخل كهف الاستتار ؛ وظاهر ، يملك جاهاً وسلطاناً في المجتمع.
فالأئمّة المستورون هم الأئمّة الأربعة الأوائل الذين جاءوا بعد إسماعيل ، ونشروا الدعوة سراً وكتماناً ، وهم :
١. محمد بن إسماعيل الملقّب بـ « الحبيب » : ولد سنة ١٣٢ هـ في المدينة المنورة ، وتسلّم شؤون الإمامة واستتر عن الأنظار خشية وقوعه بيد الأعداء ، ولقّب بالإمام المكتوم ، لأنّه لم يعلن دعوته وأخذ في بسطها خفية ، وتوفي عام ١٩٣ هـ.
٢. عبد الله بن محمد بن إسماعيل الملقّب بـ « الوفي » : ولد عام ١٧٩ هـ في مدينة محمود آباد ، وتولّى الإمامة عام ١٩٣ هـ بعد وفاة أبيه ، وسكن السلْمية عام ١٩٤ هـ مصطحباً بعدد من أتباعه ، وهو الذي نظم الدعوة تنظيماً دقيقاً ، توفي عام ٢١٢ هـ.
٣. أحمد بن عبد الله بن محمد بن إسماعيل الملقب بـ « التقي » : ولد عام
______________________
١. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ٢٢ ـ ٢٣.