مصطفى غالب ، ينقل عن الداعي إدريس « عماد الدين » في كتابه « زهر المعاني » أنّ المراد أنّه يبيّن معاني الشريعة ، ويظهر باطنها المبطن فيها. (١)
ولكنّه تصرّف في العقيدة ، فإنّ الظاهر من عطف محمد بن إسماعيل على سائر النطقاء ، كنوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، أنّه ناسخ بالحقيقة ، وإلّا يلزم الاختلاف في معنى النسخ.
السابع : قد عرفت أنّ لازم القاعدة التي استنبطها الكاتب من بطون التاريخ ، في أدوار الإمامة أن تكون شريعة كلِّ رسول منتهية بظهور الإمام السابع ، ويكون الإمام اللاحق بادئاً للدّور الجديد ، مع أنّه يُرى انتقاض القاعدة في ظهور محمد بن إسماعيل ، حيث جعل الكاتب عارف تامر دوره متماً للدّور السادس لا بادئاً للدّور الجديد ، وأضاف بأنّه ينتهي بظهور الإمام القائم المنتظر ، ولا يمكن تحديدُ مدّته.
يلاحظ عليه : أنّ إدراج القائم المنتظر ، الذي هو من صميم عقائد الإماميّة الاثني عشريّة في عقائد الإسماعيليّة غريب جداً من وجهين :
١. إخراج محمد بن إسماعيل عن مقامه العظيم في العقيدة الإسماعيليّة ، وجعل الأدوار التالية حتى دور محمد بن إسماعيل من توابع دور محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
٢. إنتظار الإسماعيليّة للقائم المنتظر ، فإنّ القائم المنتظر في عقيدة الشيعة الإماميّة أقلّ بكثير من صاحب الدور عند الإسماعيليّة.
وأظن أن جعل الدور الذي بدأ به محمد بن إسماعيل جزءاً من الدّور السادس ، لا دوراً مستقلاً لأجل استقطاب نظر جمهور المسلمين إلى أنفسهم حتى ينسلكوا في عداد المسلمين. (٢)
كلّ ذلك يُعرب عن عدم وجود نظام عقائدي منسق عندهم.
______________________
١. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ١٤٨ ، نقلاً عن زهر المعاني : ٥٦.
٢. الإشكال السابع من إفادات العلّامة الروحاني ـ دام ظلّه ـ.