بادئ الدّور الجديد ؛ ومصطفى غالب يصوّرهم سبعة ، سابعهم متمّمهم ، وفي الوقت نفسه الرسول الناطق.
وهناك وجه آخر ، وهو أن يختلف حكم الأدوار الستة ، مع الدَّور السابع ، فيكون الإمام المتمُّ في الدّور الأخير متمّاً ورسولاً ناطقاً على خلاف الأدوار الستة ، ووجه ذلك أنّ هذا الدّور ليس دوراً مستقلاً ، بل تتمّة للدور السادس ، ولذلك يقول عارف تامر في التعريف بهذا الدور بالشكل التالي :
وهذا الدور الصغير يبتدئ من الإمام محمد بن إسماعيل حتى عهد الإمام « معد بن إسماعيل » المعز لدين الله ، ويعتبر جزءاً من الدّور الكبير الذي يبتدئ من عهد « محمد » حتى القائم المنتظر. (١)
وما ذكرنا من الوجه هو الظاهر من الحامدي في كتابه « كنز الولد » وسيوافيك نصّه في الفصل الخاص بترجمة أعلام الإسماعيليّة.
السادس : أنّ المعروف بين الإسماعليّة في العصور الأُولىٰ ، أنّ محمد بن إسماعيل هو الرسول الناطق ، وهو ناسخ للشريعة ، وقد نسبه النوبختي إلى طائفة من الإسماعيليّة باسم القرامطة وقال : وزعموا أنّ محمد بن إسماعيل حيٌّ لم يمت وأنّه في بلاد الروم ، وأنّه القائم المهدي ؛ ومعنى القائم عندهم أنّه يبعث بالرسالة وبشريعة جديدة ، ينسخ بها شريعة محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وأنّ محمد بن إسماعيل من أُولو العزم ، وأُولو العزم عندهم سبعة : نوح ، وإبراهيم ، وموسى ، وعيسى ، ومحمد ، وعلي ، ومحمد بن إسماعيل. (٢)
ولما كان القول بذلك يصادم إتفاق جمهور المسلمين على أنّ شريعة الإسلام هي الشريعة الخاتمة ، ونبيّها هو النبي الخاتم ، وكتابه خاتم الكتب ، تجد أنّ
______________________
١. الإمامة في الإسلام : ١٥٦.
٢. النوبختي : الفرق بين الفرق : ٧٣.