ومن قارن كتاب الفرق بين الفرق مع كتاب مقالات الإسلاميين يجد أنّه صورة ملخّصة من الثاني ، غير أنّه زاد في بيان الفرق سبّاً وذمّاً غير لائق بشأن الكاتب. (١)
٥. وقد عقد الشيخ الطوسي المتوفّى ( ٤٦٠ هـ ) فصلاً لمدّعي البابية عدّ منها الشريعي ، ومحمد بن نصير النميري.
قال : كان محمد بن نصير النميري من أصحاب أبي محمد الحسن بن علي عليهماالسلام فلمّا توفي أبو محمد ، ادّعىٰ مقام أبي جعفر محمد بن عثمان أنّه صاحب إمام الزمان ، وادّعىٰ له البابية ، وفضحه الله تعالى بما ظهر منه من الإلحاد والجهل ، ولعن أبي جعفر محمد بن عثمان له وتبرّأه منه ، واحتجابه عنه وادّعى ذلك الأمر بعد الشُريعي.
ثمّ قال : قال أبو طالب الأنباري : لما ظهر محمد بن نصير بما ظهر لعنه أبو جعفر (رض) وتبرّأ منه فبلغه ذلك ، فقصد أبا جعفر (رض) ليعطف بقلبه عليه ، أو يعتذر إليه ، فلم يأذن له وحجبه وردّه خائباً.
ثمّ نقل عن سعد بن أبي عبد الله ما نقلناه آنفاً عن النوبختي.
ثمّ قال : فلمّا اعتلّ محمد بن نصير العلّة التي توفي فيها ، قيل له وهو مثقل اللسان : لمن هذا الأمر من بعدك ؟ فقال بلسان ضعيف ملجلج : أحمد ، فلم يدروا من هو ؟ فافترقوا بعده ثلاث فرق ، قالت فرقة : إنّه أحمد ابنه ، وفرقة قالت : هو أحمد ابن محمد بن موسى بن الفرات ، وفرقة قالت : إنّه أحمد بن أبي الحسين بن بشر بن يزيد ، فتفرّقوا فلا يرجعون إلىٰ شيء. (٢)
ثمّ إنّ الشيخ أخرج في أسماء أصحاب الهادي عليهالسلام ، محمد بن حصين
______________________
١. انظر الفرق بين الفرق : ٢٥٢.
٢. الطوسي : الغيبة : ٣٩٨ ـ ٣٩٩.