عن سوريا ، حتى أعلن الوالي التفتيش الدقيق عنه ، وكتب للخليفة أنّه لم يجد لإسماعيل أثراً في أيّ مكان. (١)
أقول : ما ذكره انّ كثيراً من المؤلفين المعاصرين لإسماعيل أثبتوا حياته بعد وفاة أبيه ، شيء لم يدعمه بالدليل ، فَمَنْ هؤلاء المؤلّفون المعاصرون الذين أثبتوا حياته بعد الإمام الصادق ، وما هي كتبهم ؟! نعم أوعز الكاتب في الهامش إلى عمدة الطالب ، وتقدم نصُّهُ (٢) وليس فيه أيُّ إشارة إلى ذلك ، فضلاً عن إشارته إلى كثيرٍ من المؤلفين المعاصرين للإمام إسماعيل ، هكذا تحرّف الحقائق بيد العابثين اللاعبين بتاريخ أُمتنا المجيدة ، أو بيد سماسرة الأهواء فيبيحون الكذب لدعم المذهب.
وقد اعترف بهذه الحقيقة الكاتب الإسماعيلي عامر تامر حيث قال : هناك أقوال كثيرة لمؤرخين يؤكدون فيها أنّه مات في عهد والده ، وأنّ قصة ظهوره في البصرة أُسطورة لا تقوم على حقيقة ، ومهما يكن من أمر فالإسماعيليون اشتهروا بالتخفّي والاستتار ، والمحافظة على أئمّتهم. لذلك ليس بعيداً أن تكون الرواية الأولى صحيحة. (٣)
إنّ تفسير قصة وفاة إسماعيل بالتمويه والتغطية فكره ورثها الجُدُد من الإسماعيلين عن أسلافهم ، قال مصطفى غالب : « ولكن أغلب مؤرّخي الإسماعيلية يقولون : إنّ قصة وفاة إسماعيل في حياة أبيه كانت قصة أرادَ بها الإمام جعفر الصادق التمويه والتغطية على الخليفة العباسي أبي جعفر المنصور ، الذي كان يُطارد أئمة الشيعة في كلّ مكان ، وتحت كلّ شمس ، فخاف جعفر الصادق على ابنه وخليفته إسماعيل ، فادّعى موته وأتى بشهود كتبوا المحضر إلى الخليفة
______________________
١. أ. س. بيكلي : مدخل إلى تاريخ الإسماعيلية : ٢٠.
٢. مرّ نصّه ص ٧٢.
٣. عارف تامر : الإمامة في الإسلام : ١٨٠ ـ ١٨١.