العباسي ، الذي أظهر سروراً وارتياحاً لوفاة إسماعيل الذي كان إليه أمر إمامة الشيعة ، ثمّ شُوهِد إسماعيل بعد ذلك في البصرة ، وفي بعض البلدان الفارسية. وعلى هذا الأساس لم تسقط الإمامة عن إسماعيل بالموت قبل أبيه لأنّه مات بعد أبيه. (١)
ويقول في موضع آخر : ورأينا الأخير في هذا الموضوع بعد أن اطّلعنا على جميع ما كتب حول إمامة إسماعيل ، نقول : بأنّ الإمام جعفر الصادق قد شعر بالأخطار التي تهدِّد حياة ابنه الإمام إسماعيل ، بعد أن نصّ عليه ، وأصبح وليّاً للعهد ، فأمره أن يستتر وكان ذلك عام ١٤٥ هـ ، خشية نقمة الخلفاء العباسيين وتدبّر الأمر بأن كتب محضراً بوفاته ، وشهد عليه عامل المنصور ، الذي كان بدوره من الإسماعيلين.
وفوراً توجه إسماعيل إلى سلمية ، ومنها إلى دمشق ، وعلم المنصور بذلك ، فكتب إلى عامله أن يلقي القبض على الإمام إسماعيل ، ولكن عامله المذكور كان قد اعتنق المذهب الإسماعيلي ، فعرض الكتاب على الإمام إسماعيل ، الذي ترك البلاد نحو العراق حيث شوهد بالبصرة عام ١٥١ هـ ، وقد مرّ على مقعد فشفاه بإذن الله ، ولبث الإمام إسماعيل عدّة سنوات يتنقل سرّاً بين أتباعه ، حتى توفي بالبصرة عام ١٥٨ هـ.
ويؤكد كتاب دستور المنجمين أنّ إسماعيل هو أوّل إمام مستور وكان بدء ستره سنة ١٤٥ هـ ولم يمت إلّا بعد سبع (٢) سنين ». (٣)
ما ذكره أُسطورة حاكتها يدُ الخيال ، ولم يكن الإمام الصادق عليهالسلام ولا
______________________
١. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ١٦ ترى أنّ المؤرخ الأوّل الإسماعيلي يذكر موته في حياة أبيه وهذا يؤكد على موته بعده ، فما هو الحق ؟ وما هو المتوقع من مذهب حجر أساسه الريب والشك ؟!!
٢. فيكون وفاته على هذا عام ١٥١ ، لا عام ١٥٨ كما ذكره قبل سطر.
٣. مصطفى غالب : تاريخ الدعوة الإسماعيلية : ١٤٢ ـ ١٤٣.