جميعها حجر لكن حرمها اصفر واسود وفيها أبيض ومحرابها وشباكاها القبليان وبحرتها ومئدنتها وارضها من حجر رخام ومعذري (١) وسقوفها عجمية وكان واقفها اراد ان يعمل جملونا فوق سقف حرمها ونجر خشبه فادركته المنية ولم يكمل. وبصحنها ثلاثة لواوين شماليها على
[خانقاة الحاجبية ومكتب الايتام]
وبصحنها ثلاثة لواوين شماليها على عمود من رخام به شباكان مطلان على ايوان خانقاه بها للصوفية وبين بابيها الداخل والخارج باب دهليز ينفد الى باب المئذنة وباب بيت البواب وباب بيت القيم وباب الخانقاه وباب بيت الماء وباب سلم المكتب للايتام وبالخانقاه الايوان المذكور وبه محراب من رخام ودايرها خلاوي علويه وسفلية ولها شيخ وعهدناه الشيخ ابراهيم القادري.
__________________
لجهة الغرب وامامها حمام الحاجب لا يزال عامرا وقد خربت من سقوط نصف منارتها عليها في زلزال سنة (١١٣٧) ثم صارت ماوى للبطالين وصاروا يقلعون حجارتها ويبيعونها وفي أيام مدحت باشا والي دمشق نفضت وما بقي من منارتها ورصفت بحجارتها طرقات الصالحية كما فعل مثل ذلك بجامع الافرم وبذلك فقدت دمشق ثروة فنية من اعطم ثروانها ولا تزال هذه الفكرة قائمة في رأس من يدعي الفهم يريدون تحطيم الابنية الاثرية والقضاء عليها قائلين أي فائدة منها؟ واني أذكر ان مهندسا فرنجيا أجاب من سمعه يهذي بمثل هذا الكلام : اذا لم تعلموا قيمة الآثار ولم تريدوا المحافظة على امجادكم وتراثكم الذي يحق الافتخار به اليس فيكم ذوق الجمال؟ وشرع هذه الايام باعادة بناء الحاجبية على طراز متقن.
(١) يتردد وصف الحجر بالمعذري كثيرا في هذا الكتاب والظاهر انه الحجر الاحمر الذي يوجد منه نموذج في بعض المدارس القديمة كأرض العادلية الصغرى ، ومنه حجر منحوت رصفت به الارض امام حمام الحاجب المقابل لباب المدرسة الحاجبية.