وانما يقال الامير تارة وخوند (١) خان تارة وكان مهابا يحب العلم والعلماء ويكرم اهل القرآن ، قرأت بخط الشيخ تقي الدين المقريزي انه سمع الامير حسين الكجكني يقول دخلت معه لما توجهت اليه رسولا الحمام فكان الحوض الذي يغتسل منه جميعه فضه وكانت اوانيه التي يأكل فيها ويشرب فيها ويستعملها فضة ايضا قال واخبرني شمس الدين بن الصغير الطبيب وكان الملك الظاهر وجهه اليه بسؤاله في طبيب حادق فلما وصل اليه اكرمه واعطاه قال وكان بعد أن رجع يحكي ان ابن عثمان كان يجلس بكرة النهار في براح (٢) متسع ويقف الناس بالبعد منه بحيث يراهم فمن كانت له ظلامة رفعها اليه فازالها في الحال ، وكان الامن في بلاده فاشيا يمر الرجل بالحمل مطروحا بالبضاعة فلا يتعرض له احد.
[الحياة الاجتماعية في بلاد أبي يزيد]
وكان يشرط على كل من يخدمه ان لا يكذب ولا يخون ولكنه يصنع من الشهوات ما اراد ، وكان الزنا واللواط وشرب الخمر والحشيش فاشيا في بلادهم يتظاهرون به ، ويكرمون كل من ينسب الى العلم غاية الاكرام ، وكان ابو يزيد لا يمكن احدا من التعرض لمال احد من الرعية حيا وميتا ، وان مات ولا وارث له يودع ماله عند
__________________
(١) استعمل هذا اللفظ كثيرا بالعهد الايوبي في مخاطبة الملوك وقد جاء في المعجم التركي المسمى (لغات برهان قاطع) ص (١٧٤ ـ ٨٨٤) ما يلي : (خوند) صاحب ومالك وافندي وخداوند وتندوتيز معناسنه.
اي معناه صاحب ومالك (وافندي) بمعنى سيد (وخداوند) بمعنى بك وحاكم (وتيز) بمعنى قاطع (وتند) بمعنى الحازم الخشن الشديد.
(٢) البراح الارض الواسعة كما في أساس البلاغة ، وفي شفاء الغليل : المرتفع الظاهر.