وفي يوم الاثنين رابع صفر منها وهو خامس عشر شباط نودي بدمشق والسلطان بالمصطبة بان لا يبقى احد بدمشق بعد يوم الثلاثاء من الاروام بل الكل يسافرون وتوعد من يخفي احدا منهم.
[نقد المؤلف السلطان سليم]
وفي يوم الاحد عاشره سافر السلطان من المصطبة متوجها الى بلاد الروم مصحوبا بالسلامة ولم يجتمع به احد من علماء دمشق ولا صلحائها ولم يجلس للحكم اصلا بل هو في غاية التحجب.
وهذا مخالف لهدي جده ابي يزيد كما ذكره الحافظ ابو الفضل ابن حجر في كتابه انباء الغمر في حوادث سنة خمس وثمانمائة :
[السلطان ابو يزيد]
ابو يزيد بن مراد بك بن اورخان بك بن علي بن سليمان بن عثمان كان من أكابر ملوك الاسلام وائمتهم واكثرهم غزوا في الكفار وكان ينكر على ملوك عديدة تقاعدهم عن الجهاد واخذهم المكوس ولم يكن له لقب يلقب به ولا أحد من آبائه وذريته ولادعي بسلطان ولا ملك
__________________
الى مصر صحبته المواكب اليها. ولا شك أن موكب المحمل في موسم الحج من دمشق الى العسالي حين يخرج وحين يرجع كان يقوم على التقاليد القديمة التي كانت في العهد المملوكي وهو اشبه ما يكون بعرض عسكري ان لم يكنه. والطريق الاخر طريق حلب وكان في سهل قرية القابون الذي بينها وبين قرية برزة صفة وبلغة أهل الشام مصطبة بقي أثرها الى ما قبل خمسة عشر عاما من عصرنا ثم هدمت وسويت ارضها واصبحت مزرعة وكان الملك او النائب اذا كان قادما الى دمشق او ذاهبا منها الى جهة حلب تصحبه المواكب الرسمية الى صفة القابون.