قاضيا العسكر والوزراء فمن دونهم وخلق كثير حتى ان [ص ٢١] غالب اسواق دمشق قفلت في هذا اليوم وهرعت الفقراء والشحادون والنساء رجاء الصدقة ثم رجع السلطان الى منزله عقيب الصلاة وهذه الخلق داعية له وقد هم على الرحيل الى بلاده وتأخر أعيان جماعته بالجامع واكلوا ضيافة الذي اقامه السلطان متكلما على هذه العمارة ومتوليا وناظرا التقي باكير الرومي الحنفي.
ثم حبست النساء بالجامع المذكور والرجال بالبيمارستان القيمري لصيقة وفرق على كل منهم جراب (١) من فضة دمشق ما بين اربعة دراهم وستة وعشرة وعشرين وثلاثين ويقال انه اعطي الخطيب نحو العشرة الاف درهم.
[وظائف جامع الخنكار]
وتعينت الخطابة به لملا عثمان بن ملا شمس الحنفي وباشرها في الجمعة بعد هذه والامامة لكاتبه محمد بن طولون الحنفي وباشرها في هذا اليوم ، ومشيخة التكية لملا أحمد الاوعاني الحنفي وعين من القراء عدة ثلاثين يقرؤون القرآن كل يوم في ربعة.
وفي يوم الاثنين سابع عشريه طلع السلطان من دمشق مخرجا حسنا الى الصفة (٢) عند القابون الفوقاني.
__________________
(١) في الاصل : جرابا.
(٢) كان لدمشق في العصر المملوكي طريقان عظيمان احدهما طريق مصر وهو اعظمها لكونها العاصمة وكان عند قرية القدم قبة تدعى قبة يلبغا ربما كان مكانها موضع القبة التركية القائمة أمام زاوية الشيخ أحمد العسالي ، فكان السلطان أو النائب اذا كان قادما الى دمشق صحبته المواكب الرسمية منها حتى يدخل دمشق واذا كان خارجا