الحادي والعشرين من رجب من هذه السنة في القلعة ، ودفن بالتربة الكاملية الجوانية شرقي الخانقاه السميساطية ، وكان مولده ومولد أخيه الاشرف في عام واحد أيضا ، وهو [ص ٣٥] سنة ست وسبعين وخمسمائة انتهى ملخصا.
[عبد الله بن سرور المقدسي]
قال ابن مفلح في طبقاته : عبد الله بن عبد الغني بن علي بن سرور المقدسي ثم الدمشقي الحافظ ابن الحافظ جمال الدين بن تقي الدين ، سمع بدمشق من عبد الرحمن بن علي الخرقي والخشوعي وغيرهما ، وببغداد من ابن كليب وابن المعطوش ، وباصبهان من ابي المكارم بن اللبان وخلق ، وبمصر من ابي عبد الله الارتاحي ، كتب بخطه الكثير وجمع وصنف وافاد ، وقرأ في القراآت على عمه العماد ، والفقه على الشيخ موفق الدين ، والعربية على ابي البقاء العكبري ، قال الحافظ الضياء كان علامة وقته ، وقال ابن الحاجب لم يكن في عصره مثله في الحفظ والمعرفة والامانة ، وكان كثير الفضل ، وافر العقل متواضعا ، مهيبا جوادا سخيا ، له القبول التام مع العبادة والورع والمجاهدة ، قال الذهبي روى عنه الضياء وابن ابي عمر وابن البخاري ، وآخر من روى عنه اجازة القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة ، وبنى له الملك الاشرف دار الحديث بالسفح وجعله شيخها ، وقرر له معلوما ، فمات قبل فراغها ، توفي يوم الجمعة خامس رمضان سنة تسع وعشرين وستمائة ودفن بالسفح ، ورآه بعضهم في النوم فقال له ما فعل الله بك؟ قال اسكنني على بركة رضوانه ، ورآه آخر فسأله فقال لقيت خيرا ، فقيل له كيف الناس؟ فقال متفاوتون على قدر اعمالهم. انتهى كلام ابن مفلح.