الدين أبو الفضل ابن الخطيب شرف الدين الصالحي الحنبلي ، ولد سنة ثمان وثلاثين وستمائة ، وسمع من ابن قميرة وابن مسلمة والمرسي واليلداني وجماعة وقرأ الحديث بنفسه على الكفرطابي وغيره ، وتفقه على عمه شمس الدين وصحبه مدة ، وبرع في المذهب وكان مديد القامة حسن الهيئة له شيب يسير وفيه لطف ومكارم وسيادة ومروءة وديانة وصيانة وأخلاق زكية وسيرة حسنة في الاحكام سمع منه البرزالي وغيره ، ودرس بمدرسة جده وبدار الحديث الاشرفية وولي القضاء بعد نجم الدين ابن الشيخ توفي ليلة الخميس الثاني والعشرين من شوال ودفن من الغد ، بمقبرة جده بالسفح وحضر نائب السلطنة والقضاة والاعيان جنازته وعمل من الغد عزلؤه بالجامع المظفري ، وباشر القضاء بعده تقي الدين سليمان بن حمزة ، قال ابن كثير : وكذا مشيخة دار الحديث بالسفح ، وقد وليها شرف الدين الفائق الحنبلي النابلسي مدة شهور ثم صرف عنها ، واستقرت بيد التقي سليمان المقدسي انتهى.
[سليمان بن حمزة]
وتقي الدين سليمان هذا قال ابن كثير في سنة خمس عشرة وسبعمائة : القاضي المسند المعمر الرحلة تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر بن الشيخ أبي عمر المقدسي الحنبلي الحاكم بدمشق ، ولد في نصف رجب سنة ثمان وعشرين وستمائة ، وسمع الحديث الكثير وقرأ بنفسه وتفقه وبرع وولي الحكم وحدث ، وكان من خيار الناس وأحسنهم خلقا وأكثرهم مودة ، توفي فجأة بعد مرجعه من البلد وحكمه بالجوزية فلما صار الى منزله بالدير تغيرت حاله ومات عقب صلاة المغرب ليلة الاثنين حادي عشرين ذي القعدة ودفن من الغد بتربة جده وحضر جنازته خلق كثير وجم غفير.