[تقي الدين السبكي]
ثم درس بها قاضي القضاة تقي الدين ابو الحسن علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام بن يوسف بن موسى بن تمام الانصاري الخزرجي السبكي ولد بسبك من أعمال المنوفية في مستهل صفر سنة ثلاث وثمانين وستمائة ، وحفظ التنبيه ، وقدم القاهرة فعرضه على القاضي تقي الدين ابن بنت الأعز ، وتفقه في صغره على والده ثم على جماعة آخرهم ابن الرفعة ، وأخذ التفسير عن علم الدين العراقي ، وقرأ القراآت على الشيخ تقي الدين الصائغ ، والحديث على الحافظ الدمياطي ، والأصلين وسائر المعقولات على علاء الدين الباجي ، والمنطق والخلاف على سيف الدين البغدادي ، والنحو على الشيخ ابي حيان ، وصحب في التصوف الشيخ تاج الدين بن عطاء وسمع الحديث من الجم الغفير [ص ٤٢] ورحل الكثير وجمع معجمه العدد الكثير واشغل وأفتى وصنف ، ودرس بالمنصورية والهكارية والسيفية ، وتفقه به جماعة من الأئمة كالاسنوي وابي البقاء وابن النقيب وقريبه تقي الدين بن أبي الفتح وأولاده وغيرهم من الأئمة الاعلام ، وولي قضاء دمشق في جمادى الآخرة سنة تسع وثلاثين عوضا عن جلال الدين القزويني ، وباشر القضاء على الوجه الذي يليق به ست عشرة سنة وشهرا ، وقد درس بدمشق بالغزالية والعادلية الكبرى والاتابكية هذه والمسرورية والشامية البرانية وليها بعد موت ابن النقيب ، قال ولده فما : حل مفرقها ولا اقتعد غرتها أعلم منه ، كلمة لا استثناء فيها. وولي بعد الحافظ المزي مشيخة دار الحديث الأشرفية الدمشقية ، وقد خطب بجامع دمشق مدة طويلة ، وجلس للتحديث بالكلاسة فقرأ عليه الحافظ تقي الدين ابو الفتح السبكي جميع معجمه الذي خرجه له الحافظ شهاب الدين بن ايبك الدمياطي ، وسمع عليه خلائق منهم الحافظان ابو الحجاج المزي وأبو عبد الله الذهبي ، وفي آخر عمره