[ابن الرضي الحنفي]
وقال الشيخ تقي الدين ابن قاضي شهبة في ذيله في شوال سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة : شمس الدين محمد ابن القاضي العالم بدر الدين بن الرضي الحنفي ، كان في حياة والده قد قرأ كتبا في العلم ، واشتغل يسيرا ، ودرس في حياة والده بالمدرسة الشبلية ، ثم بعد موت والده ترك الاشتغال وبقي بيده بعض جهات والده ، ووقع له قضية بعد فتنة التتار وأوذي فيها ووضع في عنقه الزنجير ، ولما ولي الأمير سيف الدين تنبك ميق نيابة دمشق وكان له بالمذكور معرفة فأحسن اليه وجعله نائب الناظر بالجامع فلم يحسن المباشرة فيه وجعل له فيه وظيفة مباشرة ، فلما مات تعب يسيرا ، ثم استقر في مباشرة بالجامع وما بيده من الجهات الى ان توفي ليلة الأحد حادي عشريه شبه الفجأة بمنزله بأرض مقرى في عشر الستين وقرر القاضي الشافعي القاضي زين الدين عبد الباسط فيما في يده من التداريس والأنظار ، وكان قبل ذلك بمدة يسيرة قد قرر المذكور في وظائف ابن نقيب الأشراف [من] التدريس والانظار ، فعجب الناس من القاضي في ذلك والله المستعان. انتهى.
[عيسى الفلوجي]
وآخر من ولي تدريسها شيخنا العلامة شمس الدين محمد بن الشيخ عيسى الفلوجي البغدادي الأصل الصالحي ، ولما توفي نزل عنه لاخيه البدري حسن ، وقرر ناظرها قاضي القضاة نجم الدين عمر بن ابراهيم بن مفلح فيه ولده شمس الدين محمد الحنفي وكلاهما ليس بأهل له ، ثم أراد شمس الدين المذكور ثانيا التدريس بها فحضر ايام حضورات الحنفية بها والعم جمال الدين حاضر فلما فرغ من قراءة القرآن ذهب وذهب معه بقية الحنفية ولم يعرجوا عليه في التدريس ،