الدين عبد الله وقد رأيت ذلك مثبتا في مكتوب ـ (واقول) انه صار الي ـ وجعل له ان يفوض ويسند ، واما ابنه عمر فانه مات في حياة ابيه فلم يكن له من ذلك شيء وانما صار لبني زريق وهم من ولد عمر ، انه يقال ان ابن قاضي الجبل تزوج منهم ففوض الى احدهم ثم دخلوا ثم انهم افسدوا فيها فسادا كبيرا فأخذها الشيخ عبد الرحمن بن داود واصلح امرها وثمر وقفها. ثم لما مات اخذها القاضي ناصر الدين بن زريق وكان ناقص العقل فاسد النية والبنية لانه اكل بلا در فافسد حالها وباع كثيرا من اوقافها ، وكانت نيته ارادة اتلافها مع مساعدة اخيه شهاب الدين احمد ، وقد نقل عنه في حقها كلمات رديئة ، وامور كفرية ، منها : قصدي اخرابها واضرب على بابها دفا ومسمارا ، وكان يقول للاتراك : انا عندي خمسمائة حرامي الى غير ذلك حتى كرهها الى الاتراك وغيرهم ، وتساعد هو وغيره حتى كبست وضرب اهلها بعد ان كانوا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر على كل احد. وكانت لهم حرمة قائمة بحيث انه اذا دخلها غريم لا يدخل احد من ذوي الشوكة يأخذه ولو كان النائب ، واذا جاء في نهرها قتيل غسل ودفن من غير مشاورة ، فكسرت حرمتها وفضح امرها وكان عضده في ذلك قاضي الحنابلة النجم بن مفلح.
ثم مات اخوه شهاب الدين احمد وصار الامر في نصيبه الى ولديه عبد الرحمن وعلي فجعلا الكلام على حصتهما للامير سودون الطويل فضبط امرها واصلح حالها مدة. ثم مات ومات القاضي ناصر الدين ، وقتل عبد الرحمن ، وصار الامر الى اخيه علي وابن عمر ابي بكر انتهى.
(قلت) ثم صار الامر بعد ابي بكر الى ابنه محمد مع ابن عمه علي ، ثم اشتكى مستحقوها عليهما لنائب الشام [ص ٨٠] الغزالي