عنده وصار الحل والعقد بيده ولا يبرم الاشرف المذكور امرا الا برأيه وشرع في عمارة بلاد السلطان فزاد متحصلها بذلك.
وكان سعيد الحركات لم يصل احد من المباشرين الى ما وصل اليه عمر المدارس بالحرمين والقدس و [في] مصر على باب داره ، وبدمشق بالصالحية ووقف على ذلك كله أوقافا حسنة جيدة.
ورتب في الركبين للوفدين المصري والشامي السحابتين وما يحتاجان اليه من الجمال والرجال وغير ذلك ، وهما خيمتان كبيرتان على صفة الجملون برسم الفقراء والمساكين ، ورتب ايضا لكل سحابة خمسة وعشرين قنطارا من البقسماط وما يكفيهما من احمال الماء جزاه الله خيرا.
وتقرر مملوكه جاني بك دواداره في استادارية السلطان واوصى قبل وفاته الى جماعة منهم مملوكه المذكور ومملوكه الآخر ارغون ، واسند النظر عليهما في تركته الى ناظر الجيوش الاسلامية محب الدين ابن الاشقر والى الامير جاني بك الجركسي وتوفي في ثاني شوال سنة اربع وخمسين وثمانمائة وقد قارب الستين سنة وصلي عليه بدمشق صلاة الغائبة وكان والده عاقلا مداريا وغبطه السلطان بقرية جسرين من الغوطة ووالدته جركسية وخلف ولدين ذكرين ابو بكر وعثمان وابنتين احداهما زوجة ابراهيم بن منجك والاخرى تزوج بها السلطان وطلب السلطان جقمق من اولاده (١) مائة الف دينار ، وصارت وظائفه بدمشق لناظر الجيش بدر الدين حسن بن [ال] مزلق.
[ولي الدين السقطي]
وتوفي معه في هذا العام من الاعيان بمصر القاضي ولي الدين
__________________
(١) كذا في الاصل ، وفي تنبيه الطالب : تزوج بها السلطان جقمق وطلب السلطان من اولاده.