خمسين وستمائة ببالس ، وسمع من اصحاب ابن طبرزد ، وكان شيخا جليلا بشوش الوجه حسن السمت مقصدا لكل احد ، كثير الوقار عليه سيما الخير والعبادة ـ الى ان قال ـ توفي الشيخ محمد بن قوام ليلة الاثنين الثاني والعشرين من صفر بالزاوية المعروفة بهم غربي الصالحية والناصرية والعادلية ، وصلي عليه بها ودفن فيها ، وحضر جنازته ودفنه خلق وجم غفير ـ الى ان قال ولم يكن للشيخ مرتب على الدولة ولا غيرهم ولا لزاويتهم مرتب ولا وقف وقد عرض عليه ذلك غير مرة فلم يقبل ، وكان يزار ، وكان له معرفة تامة ، وكان حسن العقيدة ، وطويته صحيحة ، وكان محبا للحديث وآثار السلف ، كثير التلاوة والجمعية على الله عزوجل وقد صنف جزءا فيه اخبار جده رحمهالله وبل ثراه انتهى.
وقال الصفدي : وقف عليها بعض التجار بعض قرية وجمع سيرة لجده قل ان ترى العيون مثله ، توفي سنة ثمان عشرة وسبعمائة ، ودفن بزاويتهم بسفح قاسيون ، وله من العمر ثمان وثمانون سنة انتهى.
وخلف من الاولاد نجم الدين محمد ميلاده في ذي الحجة سنة تسعين وستمائة سمع وتفقه وحدث عن عمر بن القواس وغيره وكان شيخ زاوية والده ودرس بالرباط الناصري وسمع منه الشريف الحسيني وكان رجلا حسنا جيد المعاشرة فيه اخلاق وآداب حسنة وعنده محبة للعلم توفي في رجب سنة ست واربعين وسبعمائة ودفن في زاويتهم الى جنب [والده].
وخلف من الاولاد ولده الشيخ الاصيل الفقيه نور الدين ابو عبد الله محمد ميلاده في رمضان سنة سبع بتقديم السين عشرة وسبعمائة وسمع من جماعته وتفقه ودرس وحدث. قال ابن كثير كان من العلماء الفضلاء ودرس بالناصرية البرانية مدة سنتين بعد ابيه وبالرباط الدواداري