عن اثنتين وسبعين سنة ودفن بتربة مليحة انشأها وكان من رجال الدهر وله فضل وخبرة انتهى.
[الشيخ براق]
قال الصلاح الصفدي في حرف الباء : الشيخ براق ورد الى دمشق ومعه جماعة في ايام الافرم بعد قازان كان في الاصل مريدا لبعض الشيوخ في البلاد الرومية وخرج القاضي قطب الدين ابن شيخ السلامية الى القابون وعرضهم واستسماهم وحلاهم (١) وعدهم وجهز بذلك ورقة الى ابواب السلطان ، ولما ارادوا الدخول على الافرم الى الميدان ارسلوا عليه نعامة كان قد عظم امرها وتفاقم شرها فلا يكاد يقاومها احد ، فلما عرضوه لها قصدته فتوجه اليها وركب عليها فطارت في الميدان قدر خمسين ذراعا الى ان قرت. فقال للافرم اطير بها الى فوق شيئا آخر فقال : لا ثم أحسن تلقيه وأكرم نزله وطلب التوجه الى القدس فأعطاه الافرم من خزانته الفي درهم فما قبضها وأخذها جماعته فزار وعاد ودخل البلاد ، ومات تحت السيف صحبة قطليجا نائب قازان ، واول ما ظهر ذلك للقان قازان (٢) فأحضره وسلط عليه سبعا ضاريا فركب على ظهره ولم ينل منه شيئا فاعظم ذلك قازان ونثر عليه عشرة آلاف دينار فراح ولم يتعرض [ص ٩٩] لشيء منها. وكان معه محتسب على جماعته يؤدب كل من ترك سنة من السنن عشرين عصا تحت رجليه ومعه طبلخاناه ، وكان شعاره حلق الذقن وترك الشارب فقط ، وحمل الجوكان على الكتف ، ولكل منهم قرنين [كذا] لباد يشبهان قرني الجاموس ، وهو مقلد بحبل كقاب بقر محفاة؟ وعليهم الاجراس ، وكل منهم مكسور الثنية ، الا انه كان يلازم الصلاة
__________________
(١) أي ذكر حليتهم وأوصافهم.
(٢) الظاهر انه سقط بعض كلمات هنا والمعنى غير ظاهر.