استخرجه له واخذ منه اموالا كثيرة وبنى على المكان هذه القبة الى اليوم ، كذا قاله الجمال بن عبد الهادي.
«قلت» تولى نيابة دمشق الامير برقوق الظاهري الكوسج بمصر يوم الخميس خامس عشري صفر سنة خمس وسبعين وثمانمائة عوضا عن خدشاشه برد بك ودخل متسلمه الامير على بيه الى دمشق في سابع عشري شهر [ص ١١٠] ربيع الآخر سنة خمس المذكورة ، وخرج برقوق الى كفالته يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الآخر منها.
وفي سابع جمادى الاولى منها وصل الى دمشق ودخلها مدخلا حافلا بحرمة زائدة واستمر كذلك سيما في المواكب لم يربعد قانباي الحمزاوي مثله في ذلك ، وكان سفاكا للدماء قتل جماعة من الاكابر قتلا شنيعا.
وفي رابع ذي القعدة سنة خمس المذكورة سافر من دمشق لقتال الامير سوار بك الغادري فغدر به وقبضه ودخل به دمشق مدخلا حافلا في ثالث عشر صفر سنة سبع وسبعين.
واستمر برقوق المذكور في نيابة دمشق في عز وحرمة باسطة وبنى بأعلى جبل قاسيون هذه القبة وسماها قبة النصر على سوار. قيل انه وجد موضعها ذهبا كثيرا مدفونا.
ثم في خامس عشر رجب منها سافر من دمشق لقتال حسن باك صحبة العساكر المصرية وقد فاق عليهم في الجيولية وبسط الحرمة فدس عليه السم في عنب اكله فسقطت مخاشمه ومات في سفره المذكور عند سيدي فارس في ثاني عشر شوال سنة سبع وسبعين المذكورة فاهتم له جماعة وصبروه وحملوه الى مصر مصبرا ، ودفن بالصوة بالقاهرة قريب الرميلة وقيل ان ذلك بوصية منه رحمهالله تعالى.
* * *