بدمشق من الخشوعي ، وتفقه على الشيخ موفق الدين حتى برع وافتى وكان فقيها عارفا بمذهب احمد ، زاهدا ما نافس في منصب قط ، ولا دنيا قط ، ولا دخل حماما ، ولا تنعم في ملبس ولا مأكل ، ولا زاد على ثوب وعمامة في طول عمره ، وكان على خير كثير قل من يماثله في عبادته واجتهاده وسلوك طريقته ، ولم يأكل من وقف بل كان يتقوت من شكارة تزرع له بحوران ، وما آذى مسلما قط ، قرأ عليه جماعة ، وحدث.
توفي ليلة الرابع من جمادى الآخرة سنة ثلاث واربعين وستمائة بجبل قاسيون ودفن به.
* * *
ومنهم ـ عبد الله بن محمد بن احمد بن محمد بن قدامة المقدسي الاصل الصالحي الزاهد الخطيب شرف الدين ابو محمد وابو بكر ابن الشيخ ابي عمر.
ولد في أواخر رمضان سنة ثمان وسبعين وخمسمائة بدمشق ، وسمع بها من يحيى بن محمود الثقفي وابي عبد الله بن صدقة وغيرهما ، وسمع ببغداد من أبي الفرج بن الجوزي وابن المعطوس وابن سكينة وطبقتهم ، وبمصر من البوصيري والارتاحي وفاطمة بنت سعد الخير ، وتفقه على والده وعمه الموفق ، وحدث. وخرج له الحافظ الضياء جزءا عن جماعة من شيوخه ، وخطب بجامع الجبل مدة ، وكان شيخا حسنا يشار اليه بالعلم والدين والورع والزهد وحسن الطريقة وقلة الكلام.
قال الحافظ الضياء عنه : كان فقيها فاضلا دينا ثقة ، وكتب عنه مع تقدمه.