قاضي [الحنابلة](١) شمس الدين ابو عبد الله ابن الفقيه تقي الدين ابن شمس الدين بن تقي الدين.
مولده في سنة اربع عشرة وسبعمائة فيما قيل و [سمع](٢) في سنة ثلاث وثلاثين على محمد بن ابي بكر بن احمد بن عبد الدائم ومحمد بن ابي بكر بن طرخان وعبد الرحمن بن البجدي وست العرب بنت علي بن عبد الرحيم المقدسي مشيخة احمد بن عبد الدائم بفوت فيها ، وخرج له الحافظ ابو بكر بن المحب خمسة عشر حديثا متباينة المتن والاسناد ، وحدث بها ، سمعها منه الحسباني وغيره ، وأخذ الفقه عن عمه قاضي القضاة جمال الدين المرداوي ، وكان رجلا جيد الفقه والفهم ، حسن الاستحضار للفقه مع حسن الفهم ، خبيرا بالاحكام ، الا انه كان يتساهل في اثبات شهر رمضان ، وكان عالما بالأمور ، ذاكرا للوقائع ، صبورا على الحكم ، باشر نيابة عمه من حين توجهه الى الحج هو ونائبه وصهره العلامة [شمس](٣) الدين بن مفلح في سنة ستين واستمر يحكم سبع سنين الى ان عزل مستخلفه ، ثم باشر نيابة قاضي القضاة علاء الدين العسقلاني مدة ولايته مدة يسيرة من اولها ، وكانت نحو خمس سنين ، ثم استقل بالقضاء من حادي عشر ذي القعدة سنة ست وسبعين الى ان مات ، فباشر اثنتي عشرة سنة الا أربعين يوما ، ولم يكن بقي من الحنابلة اقدم منه ، وكان يكتب على الفتاوى قبل القضاء كتابة جيدة ، وعنده لين وتواضع وقضاء حقوق الاصحاب والاخوان ، وحدث ، سمع منه الفضلاء وبعض الاعلام.
ومات في يوم الثلاثاء عقيب طلوع الشمس تاسع عشري رمضان
__________________
(١) لم تظهر في الاصل.