فقال : ردوه ، فلم يرجع فلحقه حافيا حتى رده ورد عليهم ماءهم.
ويحكى انه لما ولاه السلطان ارسل اليه الخلعة مع بريدي فجاء فلم يجده في البيت فسأل عنه فقيل ذهب يخبز فوقف واذا به قد أقبل والطبق على رأسه فادخله وظهر اليه ، فدفع اليه الخلعة والمنشور فدخل فأتاه برغيفين ، فقال ما هذا؟ فقال : ليس عندي غيرهما [ص ١٥٦] والا فخذ خلعتك ، فقال : والله لآخذنهما حتى أقف بهما بين يدي السلطان ، فأخذهما ورجع ليشكو بهما عليه ، فلما كان في بعض الطريق جاع فأكل أحدهما ، ثم جاء الى السلطان ، فلما رآه قال له : ما فعلت؟ قال : ما فعلت وجعل يثرب (١) ويسود ، فقال له : اين الرغيفين؟ فقال : جعت فأكلت أحدهما ، وهذا الآخر ، فقال : هاته ، فأخذه منه وأعطاه مائة دينار وقال له : والله لو جئت بالآخر كنت أعطيتك فيه مائة دينار اخرى ، فندم على أكله ، ثم انه بعد مدة عمي ، فاستفقده السلطان فقيل : انه عمي ، فأرسل اليه فأتي به فقال اصبر ثم جاء بكحل فكحله به فبرأ ، فقال : ما تقول في هذا الكحل؟ فقال : ليس في الدنيا مثل هذا الكحل ، فقال : تدري ما هو؟ قال : وما هو؟ قال من الرغيف الذي جئت به ، او ما هذا معناه.
* * *
ومنهم محمد بن عبد الرحمن بن الخضر بن محمد بن العماد المصري الصالحي الحنفي قاضي القضاة حسام الدين المعروف بابن بريطع ، وهو من ذرية العماد الكاتب ، ولذا يكتب بخطه ابن العماد.
ولد في ذي الحجة سنة احدى عشرة وثمانمائة ، ولزم ناصر الدين الأياسي فانتفع به ، ثم ارتحل ولقي الاكابر ، وتقدم في المعقول والمنقول ،
__________________
(١) ثرب عليه يثرب من باب ضرب : عتب ولام. المصباح المنير.