ويقول البدري : سميت بالربوة لانها مرتفعة مشرفة على غوطتها ومياهها وكل راب مرتفع على ما حوله يقال له ربوة. وبالحقيقة فان ما يسمى اليوم بالربوة ليس بربوة وانما هو واد تتدفق فيه المياه وتناسب ، ولكن كان في هذا الوادي محل يقصده الناس للزيارة والتبرك يسمى بالربوة وقد زال اليوم ولم يبق منه اثر الا كتابة كوفية فيه منقوشة على صفحة الجبل فبقيت التسمية شائعة على الوادي الذي كانت فيه الربوة. ولا نعرف الوقت الذي تتطاول اليه الربوة في القدم ، واقدم ما وصلت اليه في بحثي هي هذه الكتابة التاريخية المنقوشة في الصخر اسفل جبل قاسيون التي تفيد بأن هذه الربوة المباركة عمرت في ايام الامام المستنصر بالله الفاطمي الذي تولى الملك من سنة ٤٢٧ الى سنة ٤٨٧ ثم نرى بعد ذلك في كتب التاريخ اسم السلطان نور الدين محمود بن زنكي الذي حكم دمشق من سنة ٥٤٩ الى سنة ٥٦٩ وقد نسب اليه تجديد بناء طارمة مسجد الديلمي ، ولا نعلم من هذا الديلمي الذي ينسب اليه هذا المسجد. ولكن هذا يقع على مقربة من الكتابة المكتوبة في عهد المستنصر الفاطمي. ويقول البدري عن هذا المسجد : انه القاعة التي بناها نور الدين وانها على شعب جبل جميعها متختة بالواح من الخشب سقفها نهر يزيد ، واساسها من تحتها نهر ثورى ، ومنظرها من الغايات التي لا تدرك ، ويقول ابن طولون عما كان في الربوة من الآثار : كان بها التخوت وهو قصر مرتفع على سن جبل به قاعة لبوابة وطيقان على هيأة الايوان ينظر الجالس هناك من مسافة يوم لو لم يكن حائل وبه مأذنة ومسجد وميضأة ، وتحته نهر ثورى ، وفوقه نهر يزيد ، يصعد اليه من سلم حجر. بناه نور الدين للفقراء فان الاغنياء لهم قصور ، انتهى كلامه ، واقول سواء أقلنا عن هذا المكان انه قصر نور الدين او تخته ، او مسجده ، او مسجد الديلمي فهو مكان الربوة التي وردت في الكتابة الكوفية
القلائد الجوهرية م ـ ٤