أسامة ومن ابن المرحل وحدة قطعة من السنن الصغرى للنسائي ثم عزم على الحج فلما كان بزيزاء (١) آخر بلاد حو [ر] ان سقطت نفقته ، ثم توجه الى القدس وترك الحج ، ثم القاهرة وسمع بها على العز بن الكويك جزء سفيان بن عيينة وغيره ، والزين بن رزين الصحيح ، واسماعيل الجيلي سنن ابي داود وجامع الترمذي والسيرة لابن اسحاق وغيرهم ، والسراج البلقيني جزؤه تخريج الولوي العراقي ، والتقي بن حاتم الشفاء ، والجمال الحنبلي مسند احمد ، وتفقه بالصلاح بن الاعمى ، ولازم ابن الملقن وغيره ، والعجب انه لم يلازم الزين العراقي في علم الحديث مع انه محدث وبرع فيه وفي الاصول والعربية ، ودرس بالظاهرية البرقوقية اول ما فتحت ، ثم بالمؤيدية ، وحضر مجلس المؤيد في كل اسبوع ، وصار عالم الحنابلة ، وناب في الحكم عن ابن مغلي.
ثم ولي قضاء القضاة بعد موته في صفر سنة ثمان وعشرين ، ثم صرف بالعز البغدادي ثم اعيد سنة احدى وثلاثين واستمر الى ان مات ، وحدث ، سمع منه الطلبة ، ولا نعلم ما يعاب به الا انه ولي القضاء ، فالله يرضي عنه اخصامه.
وتوفي بعلة القولنج صبيحة يوم الاربعاء خامس عشر جمادى الاولى سنة اربع واربعين وثمانمائة بالقاهرة بعد ان صلى الصبح بالايماء ، فاكمل ثمانية وسبعين سنة وعشرة اشهر الا يومين ، ولم يخلف في القاهرة بعده مثله.
قال شيخنا القاضي ناصر الدين بن ابي عمر : سمعت عليه جزءا من حديث شيخ الاسلام سراج الدين البلقيني يعني الجزء المتقدم خلا الكلام على الحديث بدار الحديث الاشرفية بالصالحية حين قدم مع الملك الاشرف
__________________
(١) من قرى البلقاء كبيرة يطؤها الحاج ، ويقام بها لهم سوق ، وفيها بركة عظيمة (معجم البلدان).