فرعين : أ) لجنة لندن ، وحقل اختصاصها العمل السياسي ؛ ب) لجنة فلسطين ، لمتابعة النشاط الاستيطاني. وتحت الانتداب ، راحت أهمية لجنة فلسطين تتعاظم بسبب المهمات الملقاة على عاتقها ، إذ سرعان ما أصبحت تمثل المستوطنين سياسيا ، سواء إزاء حكومة الانتداب ، أو المنظمة الصهيونية العالمية ، أو الخارج بصورة عامة. واللجنة التنفيذية ، بفرعيها ، هي الوكالة اليهودية التي اعترف بها صك الانتداب كهيئة استشارية لحكومة الانتداب. ومع أن سلطات الانتداب لم تنظر إلى الوكالة اليهودية كشريك في الحكم ، إلّا إن هذه الوكالة سرعان ما فرضت نفسها ممثلا للمستوطنين إزاء تلك السلطات ، وناطقا باسمهم لدى حكومة بريطانيا وعصبة الأمم وغيرها من الهيئات الدولية ، كما راحت تقيم علاقات ثنائية مع بعض الدول ، وخصوصا مع الولايات المتحدة الأميركية. وبذلك تحولت الوكالة اليهودية ، في ظل الانتداب البريطاني ، إلى هيئة عالمية كبيرة ، هي التي أدّى نشاطها إلى قيام الكيان الصهيوني في فلسطين سنة ١٩٤٨ م ، وعندها تحول مجلسها التنفيذي إلى «حكومة إسرائيل الموقتة» ، وجهازها الإداري إلى جهاز «دولة إسرائيل» ، التي أعلن رئيس الوكالة اليهودية ، دافيد بن ـ غوريون ، قيامها (١٩٤٨ م).
وكانت الوكالة اليهودية عبر مكاتبها المنتشرة في جميع أنحاء العالم تقوم بجباية الأموال وتجنيد الدعم السياسي والاقتصادي لرفد النشاط الصهيوني في فلسطين. وفي مؤتمر لندن ، دعا براندايس إلى إشراك اليهود غير الصهيونيين في الوكالة ، فبرزت معارضة قوية للدعوة ، وتأجل البت فيها. إلّا إن حاييم وايزمن ، رئيس المنظمة ، نشط بين أصحاب رؤوس الأموال اليهود ، وخصوصا على الساحة الأميركية ، ومهد الطريق أمام توسيع الوكالة ، وإشراك غير الصهيونيين فيها (١٩٢٩ م) ، فأصبحت تدعى «الوكالة اليهودية الموسعة لفلسطين». ونتيجة ذلك انشقّ الجناح الصهيوني التنقيحي ، بزعامة زئيف جابوتنسكي ، عن المنظمة الصهيونية العالمية ، وشكّل «المنظمة الصهيونية الجديدة». وفي البداية ، ضمت الوكالة الموسعة عددا من اليهود غير الصهيونيين ، إلّا إنه بحلول سنة ١٩٤٧ م ، أصبح جميع أعضائها صهيونيين ، وأصبحت الوكالة والمنظمة شيئا واحدا ، رغم التسميات المتعددة. كما تقرر أن يكون رئيس المنظمة هو رئيس الوكالة ، والمؤتمر الصهيوني هو مجلسها ، واللجنة التنفيذية للوكالة هي اللجنة التنفيذية للمنظمة الصهيونية العالمية. ولدى قيام الكيان الصهيوني (١٩٤٨ م) أصبح رئيس المنظمة ، حاييم وايزمن ، الرئيس الأول لإسرائيل ، ورئيس اللجنة التنفيذية ، دافيد بن ـ غوريون ، رئيس حكومة إسرائيل الأول ، وسكرتير المكتب السياسي للمنظمة ، موشيه شاريت (شرتوك) أصبح وزير خارجية إسرائيل الأول ، وهكذا في المناصب الأخرى.