على يد حكومة نيابية تكون في صالح جميع العناصر في فلسطين.» كما اقترحت على المندوب السامي «أن تبدأ المفاوضات معه مباشرة ... لوضع الأسس التي تقوم عليها تلك الحكومة التمثيلية قياما بما عهد إلى الدولة المنتدبة من الواجبات.» وعادت اللجنة التنفيذية ، بعد ثورة البراق ، في كانون الأول / ديسمبر ١٩٣٠ ، وكررت هذا الطلب في بيانها السياسي ، حيث ورد «إن صك الانتداب يحتم على الحكومة الإنكليزية تأسيس حكومة وطنية في فلسطين حالا.» وبهذا لم تغير اللجنة التنفيذية نهجها نتيجة ثورة البراق ، بل رأت فيها حافزا على دفع مطالبها بالحكم الذاتي ، استنادا إلى حالة الغليان الشعبي ، وما قد يحدثه ذلك من أثر على السياسة البريطانية.
وتابعت اللجنة التنفيذية عملها ، محاولة توظيف أحداث سنة ١٩٢٩ لتدعيم مطالبها بالحقوق العربية والإسلامية في فلسطين ، وانتهجت سياسة «اللاتعاون» مع حكومة الانتداب ، ولكن من دون الدعوة إلى فتح الصراع معها. في المقابل ، وسعت اتصالاتها العربية والإسلامية ، لحشد الدعم للقضية الفلسطينية ، بعد أن فقدت الثقة ببريطانيا. وفضلا عن الدعوة إلى مقاطعة المنتوجات اليهودية ، وتشجيع الصناعات العربية ، فقد عقد في ١٨ أيلول / سبتمبر ١٩٣١ م مؤتمران لتنشيط العمل الفلسطيني. الأول في يافا ، وضم الكثيرين من الصحافيين الذين استنكروا تعطيل الصحف العربية ، بتهمة التحريض على الإضراب احتجاجا على تسليح الحكومة للمستعمرات اليهودية. والثاني في نابلس ، وحضره مناضلون من جميع أنحاء فلسطين ، للاحتجاج على تسليح المستوطنين ، وعلى قمع التظاهرات العربية ، التي انطلقت في نابلس (آب / أغسطس ١٩٣١ م) احتجاجا على ذلك التسليح ، إذ وقع صدام مع الشرطة ، وأصيب عدد من المتظاهرين وضابط بوليس ، بجروح. وفي المؤتمر جرى توجيه النقد إلى النهج الذي تتبعه القيادة الوطنية ، وتقرر التركيز في العمل على «الاستقلال ضمن الوحدة العربية» ، وتوسيع الدعاية في العالمين ، العربي والإسلامي ، والدعوة إلى عقد مؤتمر للشباب الفلسطيني ، ليقوم بدوره دعما للنضال الوطني.
وفي ٧ كانون الأول / ديسمبر ١٩٣١ م عقد المؤتمر الإسلامي الذي حضره ممثلون عن ٢٢ بلدا ، وترأسه الحاج أمين الحسيني ، الذي راح يتبوّأ الموقع الأول في الحركة الوطنية الفلسطينية ، ونجم عن ذلك اعتراض الزعماء التقليديين وتنافسهم. واتخذ المؤتمر قرارات متعددة بشأن الأماكن المقدسة وفلسطين والانتداب والمشروع الصهيوني .. إلخ ، إلّا إنه لم يتمخض عن نتائج ملموسة. وعلى هامش المؤتمر الإسلامي ، عقد بعض من حضره من قدامى القوميين العرب في جمعيتي العربية الفتاة والعهد ، اجتماعا في منزل عوني عبد الهادي ، وبحثوا قضايا متعددة ، وصاغوا ميثاقا