تظاهرة يافا (١٩٣٣ م) وبالتالي انفراط عقد اللجنة التنفيذية ، سارع النشاشيبي إلى تشكيل حزبه المعارض للحسينيين ، وخصوصا أنه خسر انتخابات رئاسة بلدية القدس لمصلحة حسين فخري الخالدي ، مرشح القائمة الوطنية. ويبرز حزب الدفاع نقيضا لحزب الاستقلال على الصعيد الفكري ، ومنافسا للحزب العربي بزعامة الحاج أمين. وانتسب إليه المعارضون للحسينيين ، وجلهم من رؤساء البلديات ، الذين بحكم مواقعهم كانت لهم صلات مع السلطة. وكانت له فروع في أكثر مدن فلسطين ، قوية بأشخاصها وليس بأعدادها. وفي برنامجه المعلن ، لم يخرج الحزب عن الإجماع الوطني ، لكنه في مسار الصراع ، اتخذ مواقف مخالفة لذلك الإجماع ، وصلت أحيانا إلى حد المجابهة العدائية للحركة الوطنية بزعامة الحاج أمين ، وإلى التعاون مع الأمير عبد الله في شرق الأردن. ودعا الحزب إلى الاستقلال بسيادة عربية ، وعدم الاعتراف بوعد بلفور ، والعمل في جميع المجالات لتحقيق ذلك ، وتأليف حكومة وطنية ، والسعي لتطوير البلاد اقتصاديا وعلميا واجتماعيا وزراعيا. وتألفت هيئته المركزية من : راغب النشاشيبي ويعقوب فراج والحاج نمر النابلسي ومغنم مغنم وحسن صدقي الدجاني وعبد الرحمن التاجي وسليمان طوقان وعادل الشوّا وعيسى داود العيسى.
لكن أكبر الأحزاب التي تشكلت في حينه وأهمها ، كان الحزب العربي الفلسطيني ، الذي شكله أنصار الحاج أمين الحسيني (٢٥ آذار / مارس ١٩٣٥ م). وبنى الحزب دستوره على الميثاق الوطني الفلسطيني. وكان الحزب ، بصورة أو بأخرى ، استمرارا للجنة التنفيذية ، وإحياء لعملها ، بزعامة جديدة. فطالب باستقلال فلسطين ورفع الانتداب ، كما دعا إلى صيانة عروبة فلسطين ، ومقاومة «الوطن القومي اليهودي» ، وشدد على ارتباط فلسطين بالأقطار العربية المجاورة. وبينما كانت قيادة الحزب الحقيقية في يد الحاج أمين ، فقد انتخب في مؤتمره الأول جمال الحسيني ، اليد اليمنى للحاج أمين ، رئيسا وألفرد روك نائبا للرئيس وإميل الغوري (أمينا عاما). ومن أعضاء مكتب الحزب : خالد الفرخ وكامل الدجاني ووجيه البشتاوي وفريد العنبتاوي وإبراهيم درويش والشيخ محمد علي الجعبري ويوسف ضياء الدجاني. كما تمّ انتخاب لجنة تنفيذية موسعة تمثل جميع أقضية فلسطين وعشائرها. وفي الواقع ، تولى هذا الحزب قيادة العمل الوطني ، وصار الحاج أمين القائد الأول لهذا العمل. وبرز ذلك في تشكيل اللجنة العربية العليا لفلسطين (٢٥ نيسان / أبريل ١٩٣٦ م) ، التي تولى المفتي رئاستها ، وضمت جمال الحسيني وألفرد روك. وأنشأ الحزب فروعا له في أنحاء البلاد ، وأقام دوائر متعددة لتغطية مهماته في قيادة الحركة الوطنية. وأسس «منظمة الفتوة» للشباب ، التي أصبحت نواة جيش