المتحدة في تحمّل مسؤولية القرارات والإجراءات المتخذة بهذا الشأن.
وجاء الإعلان عن تشكيل اللجنة الأنكلو ـ أميركية في بيان قدمه بيفن في مجلس العموم (١٣ تشرين الثاني / نوفمبر ١٩٤٥ م) ، وعرض فيه سياسة حكومته في فلسطين. ويتضح من خطوة الحكومة هذه ، وغيرها من التصريحات والإجراءات ، أنها أرادت التوصل إلى تفاهم مع الإدارة الأميركية والوكالة اليهودية ، لإيجاد سبل للخروج من المأزق. وبعد بيانه في مجلس العموم ، صرح بيفن في مؤتمر صحافي إلى مراسلين أميركيين أن سياسة حكومته تنطوي على ما يلي : ١) تصبح فلسطين دولة تحت وصاية الأمم المتحدة ، وفي الوقت المناسب تكون لها حكومة ذاتية فلسطينية لا حكومة يهودية ؛ ٢) سوف تحافظ بريطانيا على الحصة الشهرية للهجرة بمعدل ١٥٠٠ ، بعد استنفاد الحصة المحددة في الكتاب الأبيض ؛ ٣) يجري التشاور مع العرب الآن بصدد الهجرة اليهودية ؛ ٤) التمييز بين الدولة اليهودية ، التي لن تتعهد حكومته بإنشائها ، و «الوطن القومي اليهودي» ، الذي يجب تنفيذه ؛ ٥) ضرورة أن يمتنع اليهود من المبالغة في التأكيد على وضعهم العنصري. وناشد بيفن يهود العالم ، خارج المنظمة الصهيونية ، أن يساعدوا في إيجاد حل لمشكلة فلسطين. وأنذر بأن المسألة لا يمكن معالجتها إلّا بالمداولة والتوفيق ، وأن اللجوء إلى القوة سوف يقابل بالحزم. وكان بيفن قد ردّ على كلام لوايزمن فيه تحدّ للحكومة البريطانية بقوله : «ما الذي تعنونه برفض شهادات الهجرة التي نصّ عليها الكتاب الأبيض؟ أتحاولون إرغامي على قبول رأيكم؟ إن أردتم قتالا فليكن.» (١)
وباشرت اللجنة الأنكلو ـ أميركية عملها في واشنطن بتاريخ ٤ كانون الثاني / يناير ١٩٤٦ م ، فاستمعت إلى شهادات من أنصار الصهيونية والقضية العربية. ثمّ انتقلت إلى لندن ، حيث كانت هيئة الأمم تعقد اجتماعاتها ، واستمعت إلى شهادات ممثلي الدول العربية والوكالة اليهودية وبعض الشخصيات المؤيدة لهذا الطرف أو ذاك. وفي ٢٨ شباط / فبراير ١٩٤٦ م ، وصلت إلى القاهرة حيث استمعت إلى الأمين العام للجامعة العربية وغيره من أعضائها. وفي الطريق من لندن إلى القاهرة ، توزع أعضاء اللجنة على الدول الأوروبية للنظر في أحوال اليهود في ألمانيا وبولونيا وتشيكوسلوفاكيا والنمسا وإيطاليا واليونان. ومن القاهرة انتقلت إلى فلسطين ، حيث أمضت الفترة من ٦ إلى ٢٨ آذار / مارس ١٩٤٦ م تستمع إلى شهادات العرب واليهود. ومن فلسطين توزعت على العواصم العربية ـ دمشق وبيروت وبغداد والرياض وعمان. وفي جميع
__________________
(٦٢) «الموسوعة الفلسطينية» ، القسم الثاني ، المجلد الثاني ، مصدر سبق ذكره ، ص ١٠٦٩.