للقتال ، وإلى شراء السلاح وتنظيم الجماعات المقاتلة. وخلال سنة ١٩٤٧ م ، وإلى أن دخلت طلائع «جيش الإنقاذ» في بداية سنة ١٩٤٨ م ، ومن ثمّ الجيوش العربية في ١٥ أيار / / مايو ١٩٤٨ م ، تحملت القوى المحلية وجيش الجهاد المقدس وزر القتال ، ولم تحقق القوات الصهيونية عليهما انتصارات تذكر.
وبينما الوكالة اليهودية تهيّىء لاحتلال فلسطين كلها وطرد سكانها منها ، وتخطط لمواجهة الجيوش العربية مجتمعة ، مستغلة الانسحاب البريطاني بمراحله ، بعد أن تعهدت بريطانيا بالتعاون مع الأمم المتحدة بتنفيذ قرار التقسيم ، كان التخطيط في الجانب العربي معدوما تقريبا. ونظرا إلى تذبذب مواقف الجامعة العربية من الهيئة العربية العليا ، بين اعتمادها قيادة للشعب الفلسطيني ، ومعارضة ذلك لأسباب متعددة ، فيما التوجه العام عدم دخول الجيوش العربية ما دام الانتداب قائما ، تمخضت المداولات عن تشكيلين عسكريين ، يقومان بالتصدي للنشاط الصهيوني المتصاعد ، إلى جانب الجماعات المحلية المسلحة ، ريثما ينتهي الانتداب. ولأن التوجه العربي كان ينطلق من تولي الفلسطينيين أصلا الدفاع عن «أرضهم وعرضهم» ، بدعم من الدول العربية المجاورة ، ولكن من دون وضع هذا الدعم بإمرة قيادة فلسطينية ، وفي المقابل رفض الهيئة العربية العليا التنازل عن دورها وموقعها ، فقد تشكلت الأرضية للازدواجية منذ البداية. وبموازاة جيش الجهاد المقدس الفلسطيني ، بقيادة عبد القادر الحسيني ، وبالتالي بإمرة الحاج أمين الحسيني ، ودعم مصري ، فقد شكلت اللجنة العسكرية التابعة للجامعة العربية جيش الإنقاذ ، من متطوعين عرب وفلسطينيين.
وعندما عاد عبد القادر الحسيني سرّا من القاهرة (٢٢ كانون الأول / ديسمبر ١٩٤٧ م) ، كانت اللجان القومية قد تشكلت في جميع أنحاء فلسطين بجهد ذاتي. لكن دخول عبد القادر لم يكن برضى اللجنة العسكرية في دمشق. وبعد وساطات سكتت عنه بشروط : ١) أن يخضع نشاطه لأوامرها ؛ ٢) أن يحصر نشاطه في منطقة القدس فقط ؛ ٣) ألّا يجمع أموالا من السكان. ولم يتلق جيش الجهاد المقدس مساعدات تذكر من اللجنة العسكرية. وفي ذروة قوته ، كان هذا الجيش يضم فئتين : ١) قوة ضاربة قوامها ٥ ـ ٧ آلاف رجل ؛ ٢) مجاهدين مقيمين في قراهم وعددهم نحو ٠٠٠ ، ١٠. ولم يلتزم عبد القادر بشروط اللجنة العسكرية ، وكانت لجيشه امتدادات في جميع أنحاء فلسطين ، لكن مركزه بقي في منطقة القدس. وظل يعاني شح الموارد المالية المتوفرة للهيئة العربية العليا ، وقلة السلاح والعتاد ، وضعف التنظيم والإدارة.
إلّا إنه على الرغم من العقبات الخارجية والثغرات الداخلية ، فإن جيش الجهاد المقدس أدّى دورا بارزا في القتال قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين (١٥ أيار.