والجليل. وخلال الأسبوع الأخير من ذلك الشهر ، على سبيل المثال لا الحصر ، قتل أكثر من ١٠٠ جندي صهيوني ، في خمس قوافل كانت تنقل السلاح والتموين إلى مناطق يهودية معزولة ، وهي : عطروت ١٤ قتيلا وهرطوف ١١ قتيلا والنبي دانييل ١٢ قتيلا ويحيعام ٤٦ قتيلا وخولدة ٢٤ قتيلا. وكانت مستعمرات غوش عتسيون محاصرة ، والطريق إلى القدس مقطوعا ، ومستعمرات الجليل الغربي معزولة.
وفي تلخيص الوضع القتالي ، الذي أعده رئيس شعبة العمليات في هيئة أركان الهاغاناه ، يغئيل سوكنيك (يادين) ، وقدم إلى بن ـ غوريون (١ نيسان / أبريل ١٩٤٨ م) ، ورد ما يلي : «يجب أن نذكر أن كل مراحل المعركة حتى الآن أملاها علينا العدو. ولم نتمكن ـ حتى الآن ـ من التأثير على المجرى الاستراتيجي والعملياني للمعركة التي تطورت من أحداث إلى حرب بين قوتين شبه نظاميتين ... والحل الوحيد هو أخذ زمام المبادرة العمليانية بأيدينا متطلعين إلى إحراز حسم عسكري ضد العدو.» (١) لقد حققت القوات العربية الانتصار في المعركة على طرق المواصلات ، ودافعت حتى تلك اللحظة عن مواقعها بنجاح ، ولكنها لم تحقق إنجازات في أعمالها الهجومية على المستعمرات.
لقد أخفق جيش الإنقاذ في الهجوم على يحيعام ، وكذلك على طيرت تسفي. وكان الهجوم الكبير على مشمار هعيمك ، الذي قاده القاوقجي بنفسه ، فاشلا في النتيجة ، إذ استمر عدة أيام من دون جدوى. وتدخلت القوات البريطانية ، وفرضت على جيش الإنقاذ الانسحاب ، وبالتالي الحؤول دون تواصل قواته مع حامية حيفا ، والسيطرة على منطقة مصفاة البترول ، التي يحرسها الجيش العربي (الأردني) ، بقيادة بريطانية. فعززت الهاغاناه قواتها هناك ، واحتلت عددا من القرى في المنطقة ، وأرغمت سكانها على الجلاء عنها. وكذلك ، وعلى الرغم من استبسال جنود فوج جبل العرب في معركة رمات يوحنان (هوشة والكساير) ، بين شفاعمرو وحيفا ، والتي وقعت لمساندة الهجوم على مشمار هعيمك ، فإنه لم يفلح في استثمار الفوز الأول ، ولم يحقق في يومين من القتال نتائج تذكر.
إلّا إنه على الرغم من محدودية إنجازات جيش الإنقاذ ، فقد حفزت قيادة الهاغاناه على تغيير خطتها ، والتسريع في وضع «خطة د» موضع التنفيذ. وهذه الخطة هي تطوير للثلاث التي سبقتها ، لناحية الأهداف والمنطلقات وأسلوب القتال ، وبالتالي تنظيم القوات بما يتلاءم مع مهماتها. وهي تهدف إلى «مواجهة حالة غزو قوات نظامية
__________________
(٧٢) «حرب فلسطين ، ١٩٤٧ ـ ١٩٤٨» ، مصدر سبق ذكره ، ص ٣٢٥.