الغرب ، طريق غزة ـ بئر السبع ، بعد السيطرة عليها من دون علم القائد المصري في المدينة ، إذ وقع الهجوم من ناحية لم يكن يتوقعها. وفي ٢١ تشرين الأول / أكتوبر ١٩٤٨ م احتلت مواقع كان يتمركز فيها جنود مصريون ومتطوعون محليون في منطقة بيت جبرين وعجور والولجة وبيت نتيف ، وقطع الطريق إلى بيت لحم ، شريان المواصلات المهم للقوات المصرية هناك. وفي ٢٢ تشرين الأول / أكتوبر ١٩٤٨ م ، الساعة الثالثة بعد الظهر ، صدر الأمر بوقف إطلاق النار ، وانتهت عملية يوآف بعد أسبوع من القتال الصعب.
وكانت حصيلة عملية يوآف ، بالنسبة إلى القوات الإسرائيلية ، وبحسب مصادرها الرسمية ، كالتالي : «فتح الطريق إلى النقب وهزم العدو المصري. أربك نظام تمركز الجيش المصري تماما. بتر الشريط العرضي الممتد من المجدل إلى بيت جبرين ، ونشأ جيب الفالوجة الممتد من مركز شرطة عراق سويدان في الغرب حتى عراق المنشية في الشرق. الشريط الساحلي بيت حنون ـ أشدود كان في قيد الإخلاء. وفي الأيام التالية للعملية ، احتلت قوات الجيش الإسرائيلي كل هذا الشريط. وفي ٢٧ / ١٠ دخلت قواتنا أشدود والتل ٦٩ ونتسانيم. وفي ٥ / ١١ دخلت المجدل ويد مردخاي. وتجمع الجيش المصري بعد هذا التاريخ في قطاع غزة ـ رفح ، على طول طريق العوجا ـ بير عسلوج الصحراوي ، وفي جيب الفالوجة.» (١)
وفور انتهاء عملية يوآف ، بدأ الإعداد لعملية حيرام ، التي تهدف إلى ضرب جيش الإنقاذ في وسط الجليل واحتلاله ، وبالتالي استكمال التقدم إلى حدود الانتداب بين فلسطين ولبنان. وخلال أسبوع حشدت القوات اللازمة ، والتي قاتلت أغلبيتها في النقب ضد القوات المصرية. وكانت الخطة أن تقوم القوات الإسرائيلية بعملية كماشة ، تطبق على قلب الجليل من ثلاثة اتجاهات : الشرق ، من صفد والغرب ، من نهريا والجنوب ، من الجليل الأسفل. وبدأت العملية ليلة ٢٨ ـ ٢٩ تشرين الأول / أكتوبر ١٩٤٨ م ، واستطاعت القوات على المحور الشرقي التقدم نحو سعسع ، بعد معركة عنيفة في منطقة الصفصاف ـ الجش ، حيث كانت قد وصلت لتوها كتيبة سورية جديدة ، لم تتح لها فرصة الانتشار واتخاذ مواقع لها ، وفوجئت بالهجوم في قرية الجش. أمّا في الغرب ، على محور ـ يانوح ـ ترشيحا ـ معليا ـ فقد صدّ الهجوم الأول ، وصمدت الجبهة ، إلى أن بلغها وصول القوات الإسرائيلية إلى سعسع ، فانسحب جيش الإنقاذ والمقاتلون المحليون ، خشية الوقوع في الطوق. وفي هذه
__________________
(٨٧) المصدر نفسه ، ص ٦٤٦.