والثانية ، متأخرة عنه بجيلين تقريبا ، أي نهاية حكم السلالة ١٢ ، في القرن التاسع عشر قبل الميلاد.
وفي المجموعتين أسماء لم يتم تحديدها بعد ، لكن كلتيهما تضمان أسماء حكام ومدن واضحة. ففي المجموعة الأولى ، وهي الأصغر ، ترد أسماء عسقلان وأورشليم ورحوب وعرقتا (على الشاطىء الفينيقي الأوسط) ، وكذلك بلاد شوتو (لعله يعني أبناء شيت ـ العمونيين والمؤابيين). أمّا الثانية ، وهي الأوسع ، وتضم رسوما تصف أسرى حرب ، ففيها أسماء كثيرة واضحة الهوية ، منها : أورشليم وأفيك وشيكم وأخشاف ومشئال ورحوب وحاصور وصور وعرقات وبقعات (البقاع) وشريون ولبو (ربما لبو ـ حماة) وأبوم (دمشق؟) وعشتروت ، وكذلك أراضي شوتو وكوشو ، وبالطبع جبيل ، المعروفة بعلاقاتها الوثيقة مع مصر.
وأسماء الحكام في المجموعتين سامية غربية على العموم ، وهي ترد في الكثير منها مركبة ، تشتمل على أسماء الآلهة ، مثل : إيل وهداد وحورون وشمش وغيرها ، وهي الآلهة المعروفة لدى العموريين والكنعانيين. ويتأكد هذا الأمر من المصادر الأكادية المسمارية المعاصرة. وهذا يدل على التجانس الإثني ، ليس في فلسطين فحسب ، بل في بلاد الشام كلها ، وكذلك في العراق في هذه الفترة ـ أي ما بعد السومريين ـ وصولا إلى مصر في حكم الهكسوس. هذا في الوقت الذي بدأت جماعات هندية ـ أوروبية ، آتية من الشرق والشمال الشرقي ، تضغط على المنطقة بغرض التوغل فيها.
وبين مجموعتي الأسماء فرق ذو دلالة ، يعتقد أنها تمتّ بصلة إلى طبيعة التنظيم السياسي في الأماكن الواردة أسماؤها في الكتب. ففي المجموعة القديمة يرد أكثر من اسم شخص واحد في مدينة معينة ، الأمر الذي اعتبر دلالة على الطابع القبلي للمجتمع ، إذ حافظ كل رئيس على زعامته لقبيلته ، وإن أقام في مدينة واحدة مع آخرين. أمّا المجموعة الثانية فهي تورد على العموم اسما واحدا في كل مدينة ، هو الحاكم ، واستدل من ذلك على تبلور سلطة مركزية موحدة قائمة على وحدة استيطانية ، بدلا من الوحدة القبلية ، وبالتالي تشكل مدن ـ الدولة. والأمر بالطبع ، يتباين عنه في سورية ، إذ الممالك كانت أكبر وأقوى.
إن قدرة العموريين على إقامة إمبراطوريتين في آن معا ، إحداهما هكسوسية في مصر ، والأخرى بابلية في العراق ، كان لا بدّ من أن تستند إلى كثافة سكانية في بلاد الشام ، حيث تبلورت شخصيتهم. وحتى في غياب النصوص المكتوبة ، فالأعداد الكبيرة من المدن المسوّرة التي اكتشفت في نواحي بلاد الشام كلها ، والتي تعود إلى