ينظر : الصراط المستقيم، الأمين.
وقال الكنجيّ الشّافعيّ : كان عليّ بن أبي طالب عليهالسلام يُسمّى الأنزَع البطين. الأنزع من الشّرك : لأنّه لم يُشرك بالله تعالى طرفة عين. وقد سألت بعض مشايخي عن معني قولهم : «كرّم الله وجهه» فقال : يعنون بذلك أنّه عليهالسلام لم يسجد لصنم قطّ، فكرّمه الله تعالى عن السجود لغيره.
وعن ابن عبّاس في قوله تعالى (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)٢، (الَّذِينَ آمَنُوا) : يعني صدّقوا بالتوحيد، هو عليّ بن أبي طالب، (وَلَمْ يَلْبِسُوا) : يعني لم يخلطوا نظيرها : (لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ) يعني لم يخطلوا إيمانهم (بِظُلْمٍ)، يعني الشرك. قال ابن عبّاس : واللهِ ما آمن أحد إلّا بعد شرك ما خلا عليّاً ؛ فإنّه آمن بالله من غير أن يُشِرك به طرفة عين. (أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ) من النار والعذاب، (وَهُم مُّهْتَدُونَ)، يعني مُرشَدون إلى الجنّة يوم القيامة بغير حساب، فكان عليّ أوّل مَن آمن به.٣
والبطين هو البطين من العلم، لغزارة علمه وفطنته وحدّة فهمه. وكان عنده عليهالسلام لكلّ معضلة جواب، ولهذا كان أعلم الصّحابة؛ لأنّه عليهالسلام كان في أصل الخلقة في غاية الذكاء والفطنة والاستعداد للعلم، وكان النّبيّ صلىاللهعليهوآله أفضل الفضلاء وخاتم الأنبياء، وكان عليّ عليهالسلام في غاية الحرص على طلب العلم، وكان
_______________________
١ ـ مطالب السؤول ٦٨؛ الهداية الكبرى ٩٣؛ مناقب آل أبي طالب ٣ / ٣٢٨، ٣٣٢.
٢ ـ الأنعام / ٨٣.
٣ ـ شواهد التنزيل ١ / ٢٦٢.