(البغل (١) لتركيبه من الفرس والحمار. وهما مكروهان فجمع الكراهتين(ثم الحمار).
______________________________________________________
ـ محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليهالسلام (نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عن أكل لحوم الحمير ، وإنما نهى عنها من أجل ظهورها مخافة أن يفنوها ، وليست الحمير بحرام ، ثم قرأ هذه الآية : (قُلْ لٰا أَجِدُ فِي مٰا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلىٰ طٰاعِمٍ يَطْعَمُهُ) (١) الآية ، وصحيحه الثالث عن أبي جعفر عليهالسلام (سئل عن سباع الطير والوحش حتى ذكر له القنافذ والوطواط والحمير والبغال والخيل ، فقال : ليس الحرام إلا ما حرّم الله في كتابه ، وقد نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يوم خيبر عن أكل لحوم الحمير ، وإنما نهاهم من أجل ظهورهم أن يفنوها ، وليس الحمر بحرام) (٢) ، وخبر زرارة عن أحدهما عليهماالسلام (سألته عن أبوال الخيل والبغال والحمير ، قال : فكرهها ، قلت : أليس لحمها حلالا؟ فقال : أليس قد بيّن الله لكم ، والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون ، وقال : والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ، فجعل للأكل الأنعام التي قصّ الله في الكتاب ، وجعل للركوب الخيل والبغال والحمير ، وليس لحومها بحرام ، ولكن الناس عافوها) (٣) إلى غير ذلك من الأخبار. ويعارضها جملة من الأخبار :
منها : صحيح ابن مسكان عن أبي عبد الله عليهالسلام (عن أكل الخيل والبغال؟ فقال عليهالسلام : نهى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم عنها ، ولا تأكلها إلا أن تضطر إليها) (٤) ، وصحيح سعد بن سعد عن الإمام الرضا عليهالسلام (عن لحوم البراذين والخيل والبغال؟ فقال : لا تأكلها) (٥) ، وقد حملت على الكراهة جمعا.
(١) المشهور على أن كراهة البغل أشدّ لتركبه من الفرس والحمار وهما مكروهان ، وعن القاضي ابن البراج والحلي أن كراهة الحمار أشدّ ، لأنه متولد من مكروهين قويّ الكراهة بخلاف البغل فإنه متولد من قوي الكراهة وضعيفها لأنه متولد من الحمار والفرس.
ولكن التعليلين كما ترى ، وعلى كل فالخيل أخفها كراهة خصوصا بعد ما ورد من أكل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم وأمير المؤمنين عليهالسلام منها ، كما في خبر عمرو بن خالد عن زيد بن علي عن آبائه عن علي عليهمالسلام (أتيت أنا ورسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم رجلا من الأنصار فإذا فرس له يكبد بنفسه ، فقال له رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : انحره ـ إلى أن قال ـ فقال : يا رسول الله ألي منه شيء؟ ـ
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٤ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة حديث ٦.
(٢) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة حديث ٦.
(٣ و ٤ و ٥) الوسائل الباب ـ ٥ ـ من أبواب الأطعمة المحرمة حديث ٨ و ١ و ٥.