(والإنفحة) (١) بكسر الهمزة وفتح الفاء والحاء المهملة وقد تكسر الفاء. قال في القاموس : هي شيء يستخرج من بطن الجدي الراضع أصفر فيعصر في صوفة فيغلظ كالجبن فإذا أكل الجدي فهو كرش ، وظاهر أول التفسير يقتضي كون الإنفحة هي اللبن (٢) المستحيل في جوف السخلة فتكون (٣) من جملة ما لا تحله الحياة (٤).
وفي الصحاح الإنفحة كرش الحمل ، أو الجدي ما لم يأكل. فإذا أكل فهي
______________________________________________________
(١) لا خلاف بينهم في طهارتها للأخبار :
منها : صحيح زرارة عن أبي عبد الله عليهالسلام (سألته عن الأنفحة تخرج من الجدي الميت ، قال عليهالسلام : لا بأس به) (١) ، وخبر الحسين بن زرارة (كنت عند أبي عبد الله عليهالسلام وأبي يسأله عن السن والميتة والبيضة من الميتة وأنفحة الميتة فقال : كل هذا ذكي) (٢) ، وخبر أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليهالسلام في حديث : (إن قتادة قال له : أخبرني عن الجبن ، فقال : لا بأس به ، فقال : إنه ربما جعلت فيه أنفحة الميت ، فقال : ليس به بأس إن الأنفحة ليس لها عروق ولا فيها دم ولا لها عظم ، إنما تخرج من بين فرث ودم) (٣).
نعم أختلف في المراد منها فقيل : إنها شيء أصفر يستخرج من بطن الجدي الرضيع ، وهو المعروف بين الأصحاب كما في كشف اللثام وهو المنقول عن القاموس والتهذيب وقيل كما عن السرائر والتنقيح للفاضل المقداد والمسالك للشارح في باب الأطعمة أنها كرش الجدي الذي لم يأكل أو كرش الحمل وهو المنقول عن الصحاح والجمهرة لابن دريد ، والظاهر كما عن الجواهر اتحاد التفسيرين لما عن الفيومي في المصباح (لا يكون الأنفحة إلا لكل ذي كرش ، وهو شيء يستخرج من بطنه أصفر يعصر في صوفة مبتلّة فيغلظ كالجبن ، ولا يسمى إنفحة إلا وهو رضيع ، فإذا رعى قيل : استكرش ، أي صارت أنفحته كرشا) انتهى وهو ظاهر في أن الأنفحة التي هي شيء أصغر قبل الأكل هي نفسها كرشه بعد الأكل.
(٢) لجعله الإنفحة شيئا أصفر.
(٣) الأنفحة.
(٤) فيناسب ذكرها مع الباقي.
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٣٣ ـ أبواب الأطعمة المحرمة حديث ١٠.
(٢ و ٣) الوسائل الباب ـ ٣٣ ـ أبواب الأطعمة المحرمة حديث ٤ و ١.