وإن كان كافرا ، أو ناصبيا ، أو غيره من الفرق بغير إذنه ، لقبح التصرف (١) في مال الغير كذلك (٢) ، ولأنه (٣) أكل مال بالباطل (٤) ولقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «المسلم على المسلم حرام دمه ، وماله ، وعرضه» (إلا من بيوت من تضمنته الآية) وهي (٥) قوله تعالى : (وَلٰا عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبٰائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهٰاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوٰانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوٰاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمٰامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمّٰاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ
______________________________________________________
ـ الحجة عجل الله تعالى فرجه (لا يحلّ لأحد أن يتصرف في مال غيره بغير إذنه) (١) ، وصحيح زيد الشحام عن أبي عبد الله عليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في حديث : (لا يحلّ دم امرئ مسلم ولا ماله إلا بطيبة نفسه) (٢) ومثله كثير.
وهذا لا يفرق فيه بين فرق المسلمين وإن كانوا أهل بدعة ، بل ولا يفرق فيه بين من يحترم ماله وإن كانوا كفارا كأهل الذمة والمعاهدين على احترام مالهم ، ولكن لا يشمل الحربي والناصبي ممن لم يحترم ماله كعدم احترام دمه وقد تقدم البحث في مال الناصبي في كتاب الخمس وفي مال الحربي في كتاب الجهاد هذا من جهة ومن جهة أخرى يستثنى من عموم حرمة التصرف في مال الغير بغير إذنه أمران : الأول : الأكل من بيوت من تضمنته الآية الآتية ، الثاني : الأكل مما يمرّ به الإنسان ، وسيأتي البحث فيهما.
(١) إشارة إلى أن العقل حاكم بهذا القبح.
(٢) أي بغير إذنه.
(٣) أي التصرف في مال الغير بغير إذنه.
(٤) وأكل المال بالباطل منهي عنه بقوله تعالى : (وَلٰا تَأْكُلُوا أَمْوٰالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبٰاطِلِ)(٣).
(٥) أي الآية وهي قوله تعالى : (لَيْسَ عَلَى الْأَعْمىٰ حَرَجٌ ، وَلٰا عَلَى الْأَعْرَجِ حَرَجٌ ، وَلٰا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ، وَلٰا عَلىٰ أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبٰائِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ أُمَّهٰاتِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ إِخْوٰانِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ أَخَوٰاتِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ أَعْمٰامِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ عَمّٰاتِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ أَخْوٰالِكُمْ ، أَوْ بُيُوتِ خٰالٰاتِكُمْ ، أَوْ مٰا مَلَكْتُمْ مَفٰاتِحَهُ ، أَوْ صَدِيقِكُمْ ، لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنٰاحٌ أَنْ تَأْكُلُوا جَمِيعاً أَوْ أَشْتٰاتاً) (٤).
__________________
(١) الوسائل الباب ـ ٦٣ ـ أبواب الأطعمة المحرمة حديث ٣.
(٢) الوسائل الباب ـ ١ ـ من أبواب القصاص في النفس حديث ٣.
(٣) سورة النساء ، الآية : ٢٩.
(٤) سورة النور ، الآية : ٦١.