وصحراويّ ، فصار مطلق التأنيث سببا (١) لثقله ، وصار لزومه بمنزلة سبب آخر ، لثقل اللزوم أيضا فصار كأن فيه تأنيثين ، وأمّا الذي فيه تاء التأنيث نحو : طلحة فشرطه العلمية لأنّ التأنيث بالعلمية يصير لازما ، وتصير تاء التأنيث منه كالجزء.
وأمّا التأنيث المعنويّ : فحكمه حكم التأنيث بالتاء في كون تأثيره في منع الصّرف مشروطا بالعلميّة (٢) ولذلك يقولون : مررت بامرأة صبور وحائض ، فيصرفونه لفوات العلمية ، ومعنى التأنيث المعنوي ، أنّ الاسم لم يوضع إلّا للمؤنّث في الأصل وشرط تحتّم / تأثير المعنوي في منع الصرف ، الزيادة على ثلاثة أحرف كزينب ، أو تحرك الوسط كسقر ، أو العجمة كماه (٣) وجور (٤) ، وإنّما كان تحتّم تأثيره مشروطا بهذه الأمور ، لأنّه أخفّ من المؤنث بالتاء ، فيجري الحرف الرابع مجرى التاء ، وسقر كذلك لتنزّل الحركة في وسطه منزلة الحرف الرابع (٥) فإن كان المؤنّث المعنويّ ثلاثيا ساكن الحشو كهند ودعد ، لم يجب منع صرفه ، وجاز فيه الصّرف ومنع الصّرف (٦) لمقاومة خفة السكون ثقل أحد السببين فإن انضمّ إلى ساكن الوسط المذكور العجمة ، وجب منع صرفه نحو : ماه وجور وحمص (٧) وبلخ (٨) لمقاومة التأنيث أو العجمة السكون ، فيبقى سببان لا معارض لواحد منهما فيمتنع للعلميّة والتأنيث المقوّى بالعجمة (٩) والمؤنّث المعنويّ إذا سمّيت به مذكرا فإن لم يكن على أكثر من ثلاثة أحرف صرفته نحو : سقر ، وإن كان على أكثر من ثلاثة نحو : عقرب امتنع من الصّرف لأنّ الحرف الزائد على ثلاثة ينزّل منزلة تاء التأنيث (١٠).
__________________
(١) غير واضحة في الأصل.
(٢) شرح المفصل ، ١ / ٥٩.
(٣) بلدة بأرض فارس ، معجم البلدان ، ٥ / ٤٨ ـ ٤٩ وفي اللسان ، موه : اسم موضع يذكر ويؤنث.
(٤) مدينة بفارس ، قريبة من شيراز والعجم تسميها كور. معجم البلدان ، ٢ / ١٨١.
(٥) شرح الكافية ، ٢ / ٥٠.
(٦) شرح التصريح ، ٢ / ٢١٨.
(٧) بلد مشهور بين دمشق وحلب ، معجم البلدان ، ٢ / ٣٠٢.
(٨) مدينة مشهورة بخراسان ، معجم البلدان ، ١ / ٤٧٩.
(٩) شرح المفصل ، ١ / ٧٠ وشرح الكافية ، ١ / ٥٤.
(١٠) شرح الوافية ، ١٤١ ـ ١٤٢.