جميع الأفعال التي حذف فاعلها ، وصار ذلك كاللّقب لها (١). ولا يصحّ وقوع المفعول الثاني (٢) من باب علمت موقع الفاعل ، لأنّه مسند إلى الأوّل في المعنى فلو أسند الفعل إليه لصار مسندا ، ومسندا إليه في حالة واحدة ، والثالث من باب أعلمت كذلك ، والمفعول له كذلك أيضا ، لأنّ نصبه هو المشعر بالعلّيّة ، وإقامته مقام الفاعل توجب رفعه فيتدافعان ، والمفعول معه كذلك ، لأنّ شرطه أن يكون مع الفاعل (٣) ، وشرط مفعول ما لم يسمّ فاعله حذف الفاعل فيتدافعان ، وإذا تعدّدت المفاعيل وفيها مفعول به تعيّن أن يقام مقام الفاعل دون غيره ، كزيدا في قولك : ضربت زيدا ضربا شديدا يوم الجمعة أمام الأمير في داره (٤) خلافا للكوفيين فإنهم يجيزون إقامة غيره فيرفعونه ويبقون المفعول به الصريح منصوبا ويستدلّون بقراءة أبي جعفر المدنيّ (٥) شيخ نافع (٦) ويخرج (٧) له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا (٨) ومثله في قراءته أيضا (لِيَجْزِيَ قَوْماً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ)(٩) وبقول الشاعر : (١٠)
__________________
(١) شرح الوافية ، ١٦٧ وشرح الأشموني ، ٥ / ١٠٨.
(٢) الكافية ، ٣٨٦.
(٣) وفي شرح الوافية ، ١٦٨ تفصيل اختصره أبو الفداء هنا ، وانظر لهذه المسائل تسهيل الفوائد ، ٧٧ ، وشرح الكافية ، ١ / ٨٣ ـ ٨٤ وشرح التصريح ، ١ / ١٩٢ ، وشرح الأشموني ، ٢ / ٦٨ ، والهمع ١ / ١٦٣ ـ ١٦٤.
(٤) الكافية ، ٣٨٦.
(٥) يزيد بن القعقاع المخزومي المدني إمام أهل المدينة في القراءة وأحد القرّاء العشرة قرأ على ابن عبّاس وأبي هريرة وروى عنه القراءة نافع بن أبي نعيم توفي سنة ١٣٠ ه انظر ترجمته في الفهرست ، ٤٦ وغاية النهاية ، ٢ / ٣٨٢ والنشر ، ١ / ١٧٨.
(٦) هو أبو رويم نافع بن عبد الرّحمن بن أبي نعيم الليثيّ مولاهم المدني ، أصله من أصبهان قرأ على سبعين من التابعين منهم أبو جعفر المدنيّ وقد انتهت إليه رياسة الإقراء بالمدينة فأقرأ بها أكثر من سبعين سنة توفي ، ١٦٩ ه انظر ترجمته في الفهرست ، انظر ترجمته في الفهرست ، ٤٢ وغاية النهاية ، ٢ / ٣٣٠ والنشر ، ١ / ١١٢.
(٧) كذا في الأصل بالياء وضمها وفتح الراء على قراءة أبي جعفر ، وقرأ الباقون بالنون وضمها وكسر الراء.
انظر النشر ، ٢ / ٢٠٦ والاتحاف ، ٢٨٢.
(٨) من الآية ١٣ ، من سورة الإسراء.
(٩) من الآية ١٤ من سورة الجاثية ، وقد ضبط «يجزى» في الأصل بضم الياء وفتح الزاي على قراءة أبي جعفر ، وقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وعاصم ويعقوب بالياء مبنيا للفاعل أن ليجزي الله ، والباقون بالنون مبنيا للفاعل أيضا ، انظر النشر ، ٢ / ٣٧٢ والاتحاف ، ٣٩٠ ، وانظر في هذه المسألة ، شرح المفصل ، ٧ / ٧٤ ، وشرح التصريح ، ١ / ٢٩١ ، والهمع ، ١ / ١٦٢.
(١٠) البيت لجرير بن عطية ورد في ديوانه ، ٧٥ ، ونسب له في خزانة الأدب للبغدادي ١ / ٣٣٧ ـ ٣٣٨ ومن