للمصاحبة لتخصيصه بالمجيء قبله أو بعده (١). والفعل العامل في المفعول معه يكون لفظا نحو : جئتك وزيدا ، ويكون معنى نحو : ما لك وزيدا (٢) والمراد بالفعل لفظا : الفعل وشبهه من أسماء الفاعل ، والصفة المشبّهة ، والمصدر ونحوها ، والمراد بالفعل معنى ، أي تقديرا غير ما ذكر مما يستنبط فيه معنى الفعل نحو : ما لك وزيدا ، وما شأنك وعمرا ، لأنّ التقدير ما تصنع وعمرا (٣) فأمّا إذا لم يكن في الكلام فعل ولا معنى فعل فلا يجوز النّصب ، فإذا قلت : ما أنت وعبد الله ، وكيف أنت وقصعة من ثريد ، فالوجه الرفع (٤) لانتفاء الناصب وهو الفعل أو معناه بواسطة الواو بخلاف قولك : قام زيد وعمرا ، بنصب عمرو لوجود الفعل لفظا ، وإن كان لازما لأنّ الواو هي المعدّية له حتى نصبه ، فالواو هنا بمعنى الباء ، والباء تعدّي الفعل فكذلك (٥) الواو ، والمفعول معه قياسيّ كسائر المفاعيل ، وبعضهم يقصره على السّماع فلا يكون قياسيّا (٦) والفعل العامل في المفعول معه إن كان لفظيّا وصحّ العطف جاز النّصب والرفع (٧) نحو : قمت أنا وزيد وزيدا ، فالرفع عطف على المضمر ، لوجود المؤكّد المسوّغ للعطف على المضمر ، والنّصب على أنه مفعول معه لمصاحبة الفعل ، قال الشّاعر (٨) :
وكونوا أنتم وبني أبيكم |
|
مكان الكليتين من الطّحال |
فنصب بني أبيكم على المفعول معه ، وإن لم يصحّ العطف نحو : جئت وزيدا ، تعيّن النّصب على المفعول معه على الأصحّ لعدم المؤكّد المنفصل المسوّغ للعطف
__________________
(١) شرح الكافية ، ١ / ١٩٤ ، ١٩٥.
(٢) الإنصاف ، ١ / ٢٤٨ وشرح المفصل ، ٢ / ٤٩ ، وتسهيل الفوائد ، ٩٩ وشرح التصريح ، ١ / ٣٤٣ وهمع الهوامع ، ١ / ٢١٩ وشرح الأشموني ، ٢ / ١٣٤.
(٣) تسهيل الفوائد ، ٩٩.
(٤) الكتاب ، ١ / ٢٩٩ وشرح المفصل ، ٢ / ٥١.
(٥) في الأصل فلذلك.
(٦) انظر آراءهم في ذلك ، في الهمع ١ / ٢١٩.
(٧) الكافية ، ٣٩٣.
(٨) البيت لم يعرف قائله وقد ورد في الكتاب ، ١ / ٢٩٨ ومجالس ثعلب القسم الأول ١٠٣ وشرح المفصل ، ٢ / ٤٨ وشرح الشواهد ، ٢ / ١٣٩ ، وشرح التصريح ، ١ / ٣٤٥ وهمع الهوامع ، ٢٢٠ ـ ٢٢١ وشرح الأشموني ، ٢ / ١٣٩.