مميزه من أسماء الأجناس فيفرد حال التثنية والجمع ، والمراد بالجنس هنا ، كلّ معنى عام يقع بلفظ واحد على القليل والكثير كالتمر والزيت والخبز فتقول : عندي رطلان جبنا ، وقفيزان برّا ، والقفيز مكيال وهو ثمانية مكاكيك (١) وصاعان عسلا ، وعلى التمرة مثلاها زبدا ، بإفراد اسم الجنس الذي هو نحو : الخبز أو العسل أو الزبد ، وإنما أفرد اسم الجنس لعدم احتياجه إلى التثنية والجمع لوقوع الجنس على القليل والكثير (٢) ولذلك تقول : عندي زيت قليل وزيت كثير ، وإذا كان صادقا على الكثير فلا يحتاج إلى تكثرة مرة أخرى بالتثنية والجمع إلّا أن يقصد الأنواع المختلفة فيطابق بالتمييز ما قصد لعدم دلالته عليها (٣) ، فتقول : عندي رطل زيتا ، ورطلان زيتين وأرطال زيوتا / وإن كان المميّز اسم جنس ولكن لا يقع على القليل والكثير بلفظ واحد كالثوب ، فيجمع وجوبا كقولك : عندي قنطار أثوابا ، وملء بيت كتبا ، لأنّ ذكره مجموعا أدلّ منه على الجنس لتقديره بمن الجنسيّة ، فيقدّر حينئذ قنطار من ثياب كما يقدّر قنطار من عسل (٤) وكلّ ما جاء من المقادير بالتنوين أو نون التثنية فحذف التنوين والنون ، وخفض التمييز بالإضافة أولى (٥) ، فتقول : رطل زيت ، ورطلا زيت ، وجاز ذلك لأنّه كما يرفع الإبهام بالنّصب ، يرفع بالإضافة ، وأمّا إذا كانت النون شبيهة بنون الجمع كما في نحو : عشرين فإنّ الحذف والإضافة إلى التمييز كعشري درهم لا يجوز لأنّ نون نحو : عشرين من نفس الكلمة فلا يجوز حذفها للإضافة (٦) ولا تجوز الإضافة مع هذه النون لشبهها بنون الجمع ، وأمّا حذفها والإضافة إلى غير التمييز فجائز بالاتفاق نحو : عشريك وعشري رمضان ، وفي تعليل ثبوت النون في
__________________
(١) القفيز من المكاييل ، وهو ثمانية مكاكيك عند أهل العراق ، وهو من الأرض قدر مائة وأربع وأربعين ذراعا ، وقيل : هو مكيال تتواضع الناس عليه ، والجمع أقفزة وقفزان ، والمكّوك مكيال لأهل العراق أيضا ، وجمعه مكاكيك ، ومكاكي على البدل كراهية التضعيف وهو صاع ونصف ، لسان العرب ، قفز ومكك.
(٢) شرح الكافية ، ١ / ٢١٩.
(٣) قال الرضي في شرح الكافية ، ١ / ٢١٩ «إن كان جنسا وقصدت الأنواع فثن ، إن أردت التثنية ، واجمع إن قصدت الجمع ، وإلا فأفرد».
(٤) تسهيل الفوائد ، ١١٥ وهمع الهوامع ، ١ / ٢٥٢.
(٥) الكافية ، ٣٩٤.
(٦) شرح الوافية ، ٢٢٦ وشرح المفصل ، ٢ / ٧٣.