منصوب متصل بها ، نحو : لولاي لولاك لولاه وعساي عساك عساه إلى لو لا هنّ وعساهنّ ، قال الشّاعر (١) :
وكم موطن لولاي طحت كما هوى |
|
بأجرامه من قلّة النّيق منهوى |
وقال ابن أبي ربيعة : (٢)
أومت بكفّها من الهودج |
|
لولاك هذا العام لم أحجج |
وقد اختلف في الضمير المذكور المتصل بلو لا وعسى ، فعند سيبويه (٣) أنّ الياء في لولاي والكاف في لولاك في موضع جرّ لبطلان الرفع والنّصب ، أما بطلان الرفع فلكون الكاف والياء ليسا من ضمائر / المرفوع وأمّا النصب فلعدم النّاصب ، فيتعيّن الجرّ قال سيبويه : ويكون للولا مع المضمر حال ليس لها مع المظهر كما أنّ للدن حالا مع غدوة ليست لها مع غيرها (٤) ، لأنّها تجرّ ما بعدها وتنصب غدوة فقط ، فكذلك لو لا تجرّ المضمر المتصل فقط ، فحالها معه مخالف لحالها مع غيره (٥) وأمّا عسى فعند سيبويه محمولة على لعلّ (٦) فينصب الاسم ، كما حملت لعلّ على عسى
__________________
(١) البيت ليزيد بن الحكم ، ورد منسوبا له في الكتاب ، ٢ / ٤٧٤ والكامل ، ٣ / ٣٤٥ والأمالي للقالي ، ١ / ٦٧ والخصائص ٢ / ٢٥٩ وأمالي ابن الشجري ، ١ / ١٨١ ـ ٢ / ٢١٢ وشرح المفصل ، ٣ / ١١٨ ـ ٩ / ٢٣ وشرح الشواهد ، ٢ / ٢٠٦ وخزانة الأدب ، ٥ / ٣٣٦ وروي البيت من غير نسبة في المنصف ١ / ٧٢ والإنصاف ، ٢ / ٦٩١ وشرح المفصل ٧ / ١٥٩ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٠ ورصف المباني ، ١٩٥ وهمع الهوامع ، ٢ / ٣٣ وشرح الأشموني ، ٢ / ٢٠٦ ـ ٤ / ٥٠. وروي من قنّة مكان من قلّة.
النّيق بكسر النون : أرفع الجبل ، والقلّة : ما استدقّ من رأسه ، ومنهوى : ساقط ، وأجرامه جمع جرم وهو جثته.
(٢) هو عمر بن عبد الله بن أبي ربيعة المخزومي يكنى أبا الخطّاب شاعر غزلي مشهور انظر أخباره في الشعر والشعراء ، ٢ / ٤٥٧ والبيت ورد في ديوانه ، ٤٣ برواية بعينيها مكان بكفيها وروي البيت من غير نسبة في أمالي ابن الشجري ، ١ / ١٨١ وشرح المفصل ، ٣ / ١١٨ ـ ١٢٠ وشرح الكافية ، ٢ / ٢٠ وهمع الهوامع ، ٢ / ٣٣ ورواه البغدادي في خزانة الأدب ، ٥ / ٣٣٩ ـ ٣٤٢. منسوبا لعمر بن أبي ربيعة. وقال : يقال إنه للعرجي أيضا ولم أجده في ديوانه.
(٣) انظر الكتاب ، ٢ / ٣٧٣.
(٤) الكتاب ، ٢ / ٣٧٥.
(٥) شرح الوافية ، ٢٨٠. وانظر خلافهم حول هذه التراكيب في الكتاب ، ٢ / ٣٧٣ والإنصاف ، ٢ / ٦٨٧ وشرح المفصل ، ٣ / ١١٨.
(٦) قال في الكتاب ٢ / ٣٧٤ ـ ٣٧٥ : وأما قولهم عساك فالكاف منصوبة ... والدليل على أنها منصوبة أنك إذا