فرويد اسم ومسمّاه / لفظ أمهل ، وأمهل لفظ ومدلوله طلب المهلة ، وكذلك جميع أسماء الأفعال نحو : هيهات ، فإنّها اسم للفظ بعد ، وبعد موضوع للمعنى الذين هو البعد ، وكذلك (١) صه اسم ل : اسكت ، واسكت موضوع للمعنى الذي هو طلب السكوت (٢) لأنّ رويد مثلا لو كان اسما لطلب المهلة ، لكان رويد وأمهل مترادفين ولم يكن اسما له (٣) ، وكذلك القول في جميع هذا الباب ، وفائدة أسماء الأفعال ؛ الاختصار والمبالغة لأنّها للمذكّر والمؤنّث والمثنّى والمجموع ، بلفظ واحد ، فتقول : صه يا زيدان ويا زيدون ، فلا تلحقها علامة تثنية ولا جمع ، بخلاف اسكتا واسكتوا ، وأمّا المبالغة فإنّ معنى : هيهات زيد ، بعد جدا ، فهيهات معدولة عن قولك : بعد بعد مكرّرا ، وكذلك القول في مه وغيرها من هذا الباب وإنّما بنيت هذه الأسماء لأنها نائبة عن الجملة ، والجمل محكيّة لا تعرب ، أو لشبهها بما هي بمعناه وهو فعل الأمر والماضي (٤) ولا بدّ لها من موضع من الإعراب لوجود التركيب ، واختيار ابن الحاجب أنّ موضعها رفع بالابتداء وفاعلها المستتر فيها أغنى عن الخبر كما أغنى في : أقائم الزيدان عن الخبر (٥) واختيار تقي الدين النيلي ، أنّ موضعها نصب على المصدر كأنه قيل في رويد زيدا : أرود إروادا زيدا (٦).
__________________
(١) في الأصل ولذلك.
(٢) شرح المفصل ، ٤ / ٢٥ وشرح التصريح ، ٢ / ١٩٥.
(٣) شرح المفصل ، ٤ / ٢٥.
(٤) شرح الكافية ، ٢ / ٦٥.
(٥) هذا مذهب بعض البصريين كما في شرح التصريح ، ٢ / ١٩٥ وفي إيضاح المفصل ، الورقة ٢٠٦ و : هذه الأسماء كلها ـ أعني أسماء الأفعال ـ اختلف فيها هل لها موضع من الإعراب أو لا؟ فقال قوم لا موضع لها من الإعراب ... وقال غيرهم بل لها موضع من الإعراب ... وموضعها عند هؤلاء رفع بالابتداء لأنه وما بعده ـ كذا في الأصل ـ اسمان جرّدا عن العوامل اللفظيّة أسند أحدهما إلى الآخر كقولك : أقائم الزيدان وكونه ـ أي اسم الفعل واقعا موقع الفعل لا يمنع الإعراب ألا ترى إلى أقائم ، وإن كان واقعا موقع الفعل كيف حكم برفعه على الابتداء بتصرف وانظر إيضاح المفصل ، المطبوع ١ / ٥٠٥ ـ ٥٠٦.
(٦) وهو قول المازني كما في شرح التصريح ، ٢ / ١٩٥ وقيل هو للفارسي كما في الأسرار الصافية ، ٦ وقال النيلي في شرح الكافية ، في الورقتين ١٦٧ ظ و ١٦٨ و : وموضع هذه الأسماء نصب ؛ لأنّها عبارة عن لفظ فأشبهت المصادر النائبة عن الفعل يدلّ على ذلك أن رويدا إذا كان مصدرا معربا منصوبا ، فمعناه بمعنى رويد المبني ، وزعم بعضهم أنّ موضع هذه الأسماء رفع بالابتداء وقد سدّ فاعلها مسدّ الخبر نحو